السبت، 18 أبريل 2020

لُقيانا = بارت 5


ريان 
•──────────•

في صباح اليوم التالي ، شققت طريقي إلى خزانة تان ، ولكن فقط بعد أن مررت بمكتب المدرسة وابلغت عن تخريب خزانتي للحصول على قفل جديد.

احتشد الطلاب نحو القاعات ، وأمسكت بكتابي بين ذراعي واتجهت إلى الداخل ، محاولة تجنب أي اهتمام.

"هل أحضرتها؟"
 سألت تان دون حتى أن أقول مرحباً أولاً. فبدأ محرجاً بعض الشيء. 

كنت قد أرسلت له الليلة الماضية ، مطالبة بإحضاره للقلادة اليوم. عندما وصل إلى جيب جينزه الذي يصل إلى ركبته، قام بسحب سلسلة طويلة مع قلادة دائرية فضية معلقة عليه.

شعرت على الفور بالراحة في الحصول على ما يريده ذاك الأحمق. الآن يمكنني استعادة دفتر ملاحظاتي.

"لماذا أخذتها؟"
 التقطها منه. هل اعتقد أنها ستناسب ملابسه مثلاً؟

لكن تان رفع كتفيه فقط. 
"بدت لي كأنها قلادة أثرية. اعتقدت أنها ربما تستحق سعراً ما".

وضعت القلادة في جيبي.

"كيف عرفتي أنني أخذتها على أي حال؟"
 سأل تان. 

لأن الفتى الجديد المثير ، الذي صادف أنه كان يعيش في متنزه مهجور ، اقتحم غرفة نومي الليلة الماضية ، وقص شعري ، وهدد بكشف أفكاري الداخلية البشعة عن جميع أصدقائي إذا لم استعيدها لأجله.

بالطبع لن أقول هذا.

"أراك على الغداء" 
قلت ، متجاهلة سؤاله وذهبت للتوجه إلى حصة الفن.

بعد أن وضعت القلادة مرة أخرى في جيبي وأنا أمشي ، أخذتها و قلبتها ، تأملت الفضة القديمة والتفاصيل المعقدة حول حجر القمر الكبير الموجود في المنتصف. تان على حق. يبدو وكأنها عتيقة. 

ماذا تعني القلادة لـ مايسن؟ فتحت الكرة الفضية للقلادة، و بمجرد فتحه ، رأيت ، ليس صورة كما كنت أتوقع ، ولكن قطعة ورقة صغيرة مطوية.

أخرجتها، وفتحتها ، لأقرأ الكلمات.

اغلق عينيك. لا يوجد شيء يمكنك رؤيته هنا.

توقفت عن السير، وحدقت في الملاحظة وقلت الكلمات لنفسي مرة أخرى.

هذا يبدو مألوفاً ، كأنني سمعتها من قبل. أو قلتها أو شيء من هذا ...

رن الجرس الثاني ، تحذيراً لمدة دقيقة واحدة ، بسرعة أعدت الورقة بداخل القلادة وأغلقتها.
كل من حولي يحشد صعوداً وهبوطاً على الدرج ، فهرولت إلى صفي ، و أعدت القلادة بداخل جيبي. 

لمن تنتمي القلادة؟ أحد أفراد عائلته؟ حبيبته؟ ربما سرقها. إنه يعيش في "الكوڤ" ، وعلى كل حال ، واستناداً إلى حالة يديه وسرواله ، لا يبدو أن أحد الوالدين يراقبه. من المحتمل أنه لا يملك أي أموال ، وإذا كان بإمكانه اقتحام منزلي دون ترك خدش ، فأنا متأكدة من أنه فعل ذلك من قبل.

نويت البحث عنه الآن واستعادة دفتر ملاحظاتي ، لكن من المحتمل أن يكون وضعه في خزانته أو سيارته ، وأنا لا أثق به في أن يكون قادراً على القيام بتبادل سريع دون أن يكتشفني الآخرون وأنا اتحدث إلى غريب الأطوار الذي أسقطني على مؤخرتي بالأمس. لا أريد أن أظهر بجانبه مرة أخرى.

ولحسن الحظ ، لم أراه في حصة الفن اليوم. 
ربما ترك هذا الصف.

أو - غرق قلبي قليلاً - ربما لم يأت إلى المدرسة اليوم. ماذا لو اضطررت إلى العودة إلى ذاك المنتزة المهجور مرة أخرى والبحث عنه ، سأكون مرعوبة. 

أريد فقط استعادة دفتري.

بعد حصة الفن ، توجهت إلى حصة اللغة الإنجليزية، حيث حملت النص والدفتر ونسخة من رواية لوليتا. 

ولكن بمجرد أن دخلت إلى الغرفة ، رأيته جالساً في الصف على يساري.

شعرت بالراحة وبلمسة من الانزعاج تضربني. 
لم يكن في هذا الفصل بالأمس. 
هل سيظهر في أي فصل آخر من فصولي؟

لكن يبدو أنه لم يراني. تماماً مثل البارحة في حصة الفن ، يجلس الرجل ببساطة هناك ، يحدق وفي وجهه تكشيرة، كما لو كان كل هذا إزعاج بالنسبة له.

آخذت مقعدي ، لاحظت أن بنطاله الجينز والقميص الأسود نظيفان بالفعل اليوم.

قام السيد فوستر بإطلاق جهاز العرض الخاص به ، حيث ظهرت شاشة الكمبيوتر المحمول الخاصة به على السبورة البيضاء الكبيرة أمام الفصل ، وبدأ في إعداد الدورات ، وسلمنا آخر مقالاتنا. 

رن الجرس الأخير ، وأخفض الفصل أصواتهم ، وتحدثوا بصوت هادئ بينما يسير المعلم بيننا.

توقف عند مقعدي وأمسك بأوراقي وهو ينظر في وجهي. 
"هل قرأتي بالفعل الكتاب ، أم قرأتي المراجعات على الإنترنت؟"

أسمع شخير من ورائي - من جاي ، بلا شك - فأبتسمت.

وقفت، "لقد طلبت منا تحليلاً للقصة ، لذا شاهدت الفيلم" ، أوضحت ذلك ، وسحبت ورقة آنا كارنينا من يده. 
"إنذار، هناك الكثير من الجنس فيه."

أندلع الضحك في الصف، وشعرت بموجة من الاندفاع و الفخر تصيبني، خصوصاً بعد إذلالي بالأمس.

السيد فوستر وأنا، نظرنا باستمرار وجهاً لوجه، وبينما قد يكون الفن هو الفصل الذي أستمتع به كثيراً ، فإن فوستر هو المعلم المفضل لدي. إنه يشجعنا على استخدام صوتنا، وهو أحد المعلمين الذي يتحدث مع طلابه مثل البالغين تماماً.

"لقد طلبت تحليلاً للرواية ، ريان."

"وحاولت" أخبرته. "لقد فعلت بصراحة. لكنها كانت محبطة وبطريقة لا طائل من ورائها. ما كان من المفترض أن أتعلم؟ النساء ، لا يخنَّ أزواجهن في روسيا في القرن التاسع عشر ، أو هل ستُطرد من المجتمع وتُجبر على رمي نفسك أمام القطار؟"

جلست في مقعدي، ثم قلت، 
"فهمتك. في المرة القادمة التي أكون في القرن التاسع عشر في روسيا ، سأتذكر ذلك."

سمعت ضحكة جاي مرة أخرى ورائي يندلع في المزيد من الضحك.

لكن فوستر أخفض صوته ، ونظر لي بعمق في العينين.
 "أنت أفضل من هذا" ،
 قال هامساً.

حدقت فيه للحظة ورأيت النداء في عينيه. رؤية مدى تفكيره بذكائي ومدى غضبه من أنني لا أستفيد منه بشكل أفضل.

ذهب بعيداً، وانتقل إلى الطالب التالي ولكن لا يزال يتحدث معي. "اقرأي جين آير ، مجدداً" ، قال آمراً.

يجب أن أقبل عقابي بهدوء وأن أكون ممتنه لأنه يمنحني فرصة أخرى بدلاً من قبول علامة سي المكتوبة على ورقة آنا كارنينا الخاصة بي في الوقت الحالي. 

لكن لا يمكنني مقاومة الانغماس أكثر من ذلك.
"هل يمكنني على الأقل قراءة شيء لم يكتب منذ المائة عام الماضية؟ شيء لا يخدع فيه رجل في منتصف العمر فتاة تبلغ من العمر ثمانية عشر عاماً بالزواج؟"

أدار رأسه ، تعبير صارم على وجهه. 
"أعتقد أنك هيمنت على انتباه الفصل لفترة طويلة بما يكفي ، آنسة تريفارو."

"في الواقع،" قلت. "أرى اتجاهاً غير لائق لهذا الفصل الدراسي. آنا كارنينا ، لوليتا ، فتاة ذات حلق لؤلؤي ، جين آير ... كل القصص التي تضم كبار السن من الرجال والنساء الأصغر سناً. أهناك شيء تريد أن تخبرنا به ، سيد فوستر؟"

غمزت مرتين ، لإغاظة الرجل.

ضحك الصف بصوت أعلى هذه المرة ، وأستطيع رؤية فوستر يرتفع صدره مع أنفاس ضخمة وغاضبة.

قال:
 "أريد التقرير غداً، هل فهمتي؟"

"بالتأكيد،" 
أجبت ثم علقت مجدداً، 
"هناك الكثير من أفلام جين آير".

الطلاب من حولي يضحكون تحت أنفاسهم ، نظراً لأنني بالطبع لا يمكن أن أقرأ رواية كاملة وكتابة تقرير عليها في ليلة واحدة. أختتمت سعادتي ، وأنا راضية عن ربحي لهذه الحجة. في عيون الطلاب، على أي حال.

علق أحدهم في الخلف، 
"ماذا عن رواية توايلايت؟"
بصوت عميق.

وقف السيد فوستر أمام مكتبه وينظر إلى ورائي ،
"توايلايت؟" 
سأل.

"نعم، هل أعجبتك تلك الرواية؟"
وجه سؤاله نحوي، 

قلبي بدأ يضرب بقوة. ماذا يفعل؟
لكنني أدرت رأسي إلى الجانب ، ونظرت إليه بتعبير ممل. "نعم. عندما كنت في الثانية عشرة. وأنت؟"

رفع زاوية فمه ، وقد انجذبت مرة أخرى إلى ثقب الحلق على شفته.
 "أنا أراهن أنك أحببته" 
قال، ليسمع الفصل بأكمله. 
"سأراهن أنه كان ما أثار اهتمامك بالقراءة. وأنا أراهن حتى أنك كنت في ليلة افتتاح الفيلم. هل كان لديك قميص إدوارد أيضاً؟"

انفجرت حولي بعض الضحكات ، واختفى الانتصار الصغير الذي شعرت به قبل لحظات من نظرة صغيرة في عينيه المطلمة. كيف عرف ذلك؟

أشتريت كتاب توايلايت عندما كنت أصغر سناً، لأن روبرت باتينسون كان على الغلاف ، وكان عمري 12 عاماً حينها لذا...
 فور قراءتها ، طلبت من أمي أن تشتري لي جميع الكتب ، وقضيت الأسبوعين التاليين في قراءتها مع كل لحظة متفرغة حصلت عليها.

رفعت حاجبي، ونظرت إلى المعلم.
"في حين أنه من المذهل أن تتحدث أخيراً وكل شيء ، إلا أنني أتساءل مجدداً عن ماهية الفكرة فيما تقوله."

"الفكرة هي ..." 
أجاب مايسن ،
"ألم يكن إدوارد أكبر بمائة عام من بيلا؟"

ستة وثمانون عاماً. 

"انظري" 
 تابع ،
 "أنت تحكمين على قصص عن كبار السن من الرجال والنساء الأصغر سناً باعتبارهم بعض الانحرافات المرضية والسطحية من جانب الذكور ، في حين كان من الشائع جداً خلال تلك الأوقات أن ينتظر الرجال حتى ينتهون من التعليم وأنشأ مهنة قبل أن يكونوا مستعدين لدعم زوجة".

توقف مؤقتاً ثم أستمر. 
"الزوجة ، كانت دائماً أصغر سناً، لأنها كانت بحاجة إلى إنجاب العديد من الأطفال. كما يملي المجتمع. ومع ذلك ، فقد كان عمر إدوارد كولين العزيز عليك أكثر من مائة عام ، ولا يزال في المدرسة الثانوية ، ويعيش مع والديه ، ويحاول أن يغوي فتاة قاصر في القرن الحادي والعشرون".

اندلع الفصل في الضحك ، وغرقت معدتي.
ونظرت إلى مايسن من زاوية عيني ، مائلاً نحو الدرج إلى الأمام ، وهمس: 
"لكنه كان وسيماً ، لذلك أعتقد أن هذا كل ما هو مهم ، أليس كذلك؟"

عدت للنظر إلى الأمام ، العقدة في بطني تشدت أكثر إحكاما. بالتأكيد ، كان إدوارد أكبر بعقدين من بيلا. ولكن حقيقة أنه كان ذو مظهر جيد لا علاقة لذالك بحبها له على أي حال.

واصل مايسن هجومه.
 "الآن إذا بدا كما معظم الرجال الذين يبلغون من العمر مائة عام،" نادى ، و رأيته يقف ، "لن يكون الأمر رومانسياً، أليس كذلك؟ لن يكون هناك بيلا وإدوارد".

مشى إلى مقدمة الفصل و دار حول مكتب المعلم ، وهو يشير إلى الكمبيوتر المحمول. 
"هلأ سمحت لي؟"

أومأ المعلم ، وهناك تعبير حذر في وجهه ولكنه سمح بذلك. مال مايسن إلى الأسفل ، حاولت عدم النظر عندما رأيته يكتب شيئاً ما في محرك البحث. لكن عندما صعدت المزيد من الضحكات ، أعلى هذه المرة ، لم أستطع منع نفسي.

ألقيت نظرة على الشاشة وشعرت على الفور بأن الغضب شبك أصابعي في قبضة.

صورة ضخمة لرجل عجوز ، وجهه ذبل بالتجاعيد ، وأسنانه مفقودة ، وأصلع ، وشعر فضي ظاهر من أعلى طرف أنفه، وهو يبتسم إلينا ، نظرت إلى مايسن، الذي ابتسم لي ابتسامة عريضة.

"إدوارد الرجل العجوز هو رجل سعيد،"
 ضحك، 
"لأنه على وشك أن يتعرى مع بيلا."

"أوه ، ياااه!" 
علق جاي، والجميع فقد السيطرة. 

تضاعفت ضحكات الطلاب ، واحاطت بي تسليتهم مثل جدار يغلق بشدة. كل شيء أصبح أصغر ، وبدأت أشعر أن المساحة في رئتي تتقلص وهناك صعوبة أكثر لتنفس الهواء.

ضغطت أسناني معاً.

وضع مايسن ذراعيه على صدره ، نظر إلي وكأنني وجبة لا يستطيع الانتظار لتناولها مرة أخرى.

 "واو،"
قال،
"لقد ذكّرتنا جميعاً أن الحب أعمق من مجرد جلد مترهل".

┈┄ ┉┅━ ✹ ━┅┉ ┄┈


الثلاثاء، 14 أبريل 2020

لُقيانا = بارت 4

•──────────•

"أنا ذاهب إلى جمهورية الموز" 
هرع تان وعلق ذراعه حول كتفي. 
"ستأتين معي؟"

هززت رأسي وأخذت يساراً إلى القاعة. 
"أحتاج للعودة إلى المنزل. أنه دوري لإعداد العشاء الليلة".

المدرسة فارغة ، وقد انتهينا للتو من التدريب ، لكن بينما يستحم الجميع ويستعدون للذهاب إلى أينما كانوا يهرولون ، ما زلت ارتدي الشورت وحمّالتي الرياضية. أريد فقط أن أخرج من هنا. هذا اليوم أزالني عن المسار ، وأحتاج إلى إعادة تجميع عقلي.

هذا الفتى الجديد ، مايسن ، هو عمل حقيقي ، وكان عليّ أن أغلق هاتفي لتجاهل إشعارات فيسبوك بعد الغداء. الحمد لله لم يكن لدى أحد وقت لالتقاط صورة له وهو يلقي بي على مؤخرتي في الكافيتيريا، لكن هذا لم يمنع ليلى من نشر النكات على الإنترنت عني.

بالطبع ، كانت "إغاظة فقط" كما تقول.
اياً كان. أحتاج إلى العودة إلى المنزل على أي حال.

تمكنت من إنهاء بعض الواجبات مسبقاً على الغداء ، لكن لا يزال لدي بعض الأسئلة حول مادة الروايات لأقوم بها الليلة.

"قفي. هل هذة خزانتك؟ " 
قال تان بجواري.
نظرت إلى أسفل المدخل وأكتشفت كومة من الأمتعة تتسرب إلى الأرض. تماماً حيث توجد خزانتي.

أطلقنا أنا و تان نركض حتى وصلنا إلى الفوضى ، ورأيت باب الخزانة مفتوح وجزءً منه اعوج، كما لو كان مفتوح بواسطة أداة حادة أو شيء ما.

بحق الجحيم؟

ركعت على ركبتي وأنا أتفحص ملابسي وجهاز آيبود وجبل من الأوراق خاصتي.

"ماذا حدث بحق الجحيم؟ هل هناك شيء مفقود؟" 
قال تان، 

فتحت باب الخزانة على مصراعيه وتفقدت المحتويات المتبقية. لا تزال هناك أرفف وردية صغيرة ومصباح علني قمت بتثبيتهما ، بالإضافة إلى المظلة والسترة الصوفية التي أبقي عليها هناك في حالة الطوارئ. ركعت على الأرض ، وتفقدت العناصر الموجودة على الأرض ورأيت أن جميع كتبي موجودة وكذلك القمصان التي أخفيها عن أمي.

"لا أظن ذلك،"
 قلت لاهثه ، ولا أزال في حيرة من أمري.

لماذا اقتحموا خزانتي وبدون أخذ أي شيء؟
نظرت حولي بعصبية ، ولاحظت أن خزائن البقيه لم تتعرض للتخريب.

"أتساءل ماذا يعني ذلك" ،
 قال تان بجواري.

"ماذا؟"
 نظرت للأعلى اتبع نظراته.

أمسك باب خزانتي ليُظهر لي الكلمة المكتوبة باللون الأسود العريض فوقه.

فارغة.

حدقت في ذلك ، في حيرة من أمري. ماذا؟
شعرت رئتي بالثقل ، وأنا أبحث في ذهني ، في محاولة لمعرفة ما يجري بحق الجحيم.

فارغة؟ ولماذا فقط على خزانتي؟

جمعت كل أمتعتي وعبئتها في حقيبتي ، وأنا مفزوعة تماماً أن شخصاً ما كان يفعل ذلك أثناء ممارستي للتمارين. 

المكتب مغلق الآن ، لكنني بالتأكيد سأبلغ عن هذا في الصباح.

إنزلقت بداخل سترتي الصوفية السوداء ، وخرجت إلى موقف السيارات مع تان و ركبت سيارتي وهو قفز إلى داخل سيارته. أغلقت أبوابي على الفور.

يجب أن أحصل على خزانة جديدة غداً أيضاً. لا أستطيع أن أحمل كل هذه الأشياء معي كل يوم. حتى لو بقي ما يزيد قليلاً عن شهر واحد لي في هذه المدرسة.

اللعنة. من سيعبث في أشيائي؟ ليس كل شخص يحبني هنا، أعرف - في الحقيقة ، تان هو الشخص الوحيد الذي ربما لا يكون لديه دافع لإثارة غضبي - لكن لا يوجد أحد على وجه الخصوص. وماذا لو حدث ذالك مرة أخرى؟

سرعان ما قدت السيارة إلى المنزل وركنتها في المرآب ولم أرى أي سيارات أخرى في المنزل بعد. من المحتمل أن أختي ستبات في جامعتها ، ولابد أن سيارة والدتي متوقفة في المطار ، في انتظارها عندما تعود صباح الغد.

حدقت على شاشة هاتفي وأرسلت رداً سريعاً على رسالة أختي التي أرسلتها سابقًا.

سأعود للمنزل في وقت متأخر غداً. 

كتبت... 

اوكي. العشاء سيكون في انتظارك. 

أجابت... 

لا تنسي أن تحسبي طعاماً إضافياً غداً.

نعم نعم. قمت بإدخال هاتفي في الحقيبة. ليلتين في الأسبوع ، أبقى متأخرة في المدرسة لممارسة التمارين، ثم لتعليم دروس السباحة للطلاب الصغار لبضع ساعات بعد ذلك. ويكون لدي استراحة صغيرة لتناول شيء ما ، لأنني لن أكون في المنزل لتناول العشاء ، ولإنجاز بعض الواجبات المنزلية.

أغلقت باب المرآب ، وجمعت حقائبي ودخلت عبر المطبخ من خلال الباب الداخلي للمرآب ، أخذت قارورة ماء من الثلاجة قبل أن أصل إلى أعلى الدرج.

سوف أشعر بتحسن بعد الاستحمام.
مع ما حدث لخزانتي ومشهد وقوعي في الكافتيريا اليوم ، مر وقت طويل منذ أن شعرت بهذا الشعور. الناس لا يضحكون علي بعد الآن ، والرجال من أمثاله لا يضعونني في مواقف كهذة. لن أسمح له بالدخول إلى رأسي كما سمحت لهم طوال تلك السنوات الماضية. 
أنا أقوى الآن.

فتحت باب غرفة نومي وحقائبي سقطت من يدي.

ما اللعنة؟!

"ماذا تفعل هنا؟" 
صرخت.

يجلس مايسن ، الطالب الجديد ، على كرسي مكتبي ، ويميل إلى الخلف ويداه مقفلتان خلف رأسه. سمعت الموسيقى من حوله وألقيت نظرة خاطفة على الـ آيبود الخاص بي ، وأدركت أنه يشغل أغنية 
"Stupid Girl" لـ Garbage.

يبتسم ويحدق في وجهي ، مسترخياً وكأنه لم يقتحم منزلي ويضع مؤخرته في مكان لا ينتمي إليه.

"هيه؟" صحت. "ماذا تفعل في غرفتي؟"

يتنفس ببطء ، يهز ذقنه في وجهي. 
"ذهبت أولاً إلى ، ما أفترض انها غرفة أختك، بدت تشبهك بديكور الهراء الوردي مع بطانية الزيبرا على السرير."

أغلقت باب غرفتي بسرعة ، لا أريد لأختي العودة إلى المنزل ورؤيته هنا. 
"كيف دخلت إلى هنا؟"

لكنه تجاهلني وأستمر. "ومع ذلك ، لا أعتقد أنه كان اسمك في أضواء النيون الأرجوانية تلك التي فوق السرير". بدأ يضحك ، ربما ساخراً على تزيين أختي النرجسي الغبي ، 

ثم وقف. يسأل وهو ينظر حول غرفتي 
"ريان ، أليس كذلك؟ يجب أن أقول ، هذا ليس على الإطلاق ما كنت أتوقعه."

أنا كثير من الأشياء التي لا تتوقعها.

"اخرج." 
صرخت مجدداً، 

"ارغميني."

شددت قبضة يدي.
 "كيف دخلت إلى هنا؟"

"عبر الباب الأمامي."
تقدم بضع خطوات نحوي.
 "اذا اين هو؟"

سألته في حيرة من أمري. 
"أين ماذا؟"

"أشيائي،"
 أسنانه تصر ، وابتسامته ذهبت.

عن ماذا يتحدث؟

"أخرج من هنا!"
 صحت بحدة. 
"ليس لدي أي فكرة عما تتحدث عنه."

"تبدين متوترة؟"

"أنا لا أحب وجود الغرباء في منزلي ، وأنا حقاً لا أحب وجود أي شخص في غرفتي."

"لا يهمني" ،
 أجاب وهو يبدو مللًا. 
"لقد أخذتي شيئاً مني. شيئين ، في الواقع ، وأريد أستعادتهما. "

"لا ، لم أفعل. اخرج من هنا الآن!"

سحب شيئاً ما من خلفه. فسقط وجهي وشتدت عقدة في معدتي.

اللعنة. دفتر ملاحظاتي. 

يومياتي.. المليئة بحفلات الشفقة التي ألقيتها بنفسي على مدى السنوات الثلاث الماضية ، وهو شيء لا أريد أن يراه أحد. أبداً. كل فكرة أو شعور سيئ كان عندي عن نفسي ، وعائلتي ، وأصدقائي ، لم أستطع قوله بصوت عالٍ ، موجود في هذا الدفتر.

كيف وجدها؟

"تحت السرير ليست مجرد فكرة جديدة ، كما تعلمين؟ نعم ، قرأت بعض الاجزاء."

قلبي يضج في أذني فاندفعت نحوه لأمسك بالكتاب ، لكنه دفعني إلى الخلف ، متعثرة على السرير انحنى نحوي.

وأنا مازلت احاول الحصول على الكتاب.
وصل إلى شيء ما ليأخذه، ثم وجدت المقص من مكتبي موجهاً إلى وجهي. تجمدت ، وأنا احدق في الطرف الحاد القريب مني.

"لا تقلقي" ،
 سخر بصوت غامق.
 "سأتأكد من أن هذا يقع في يد أمك. سأقوم قطع كل صفحة سخيفة من هذا الدفتر وألصقها في جميع أنحاء المدرسة ، لذلك استمعي إلي بوضوح، لقد اكتفيت من التحدث معك ، واكتفيت من النظر إليك. أريد السلسلة ، وأريد الورقة التي أخذتها من الكوڤ."

"الكوڤ؟"
 أنا اللحظات تحت وطأة جسده. 
"ماذ-"

عماذا يتحدث؟
ثم توقفت عندما أدركت... الكوڤ. الليلة الماضية. تلك الورقة.

أريد أن ألعقها بينما لا تزال تنضح مثلك.

ثم ما قاله لي اليوم ... أنتِ نوعاً ما سيئة المذاق.

حدقت به ببلاهه. 
"يا إلهي."

كانت تلك غرفته؟
كنت على حق. كان هناك شخص ما في النفق. رآنا.
ثم اتسعت عيني. لابد أنه الشخص الذي اقتحم خزانتي! لهذا السبب لم يكن هناك شيء مفقود. لم يجد ما كان يبحث عنه.

حرك المقص أمام وجهي مرات عديدة حتى رأيت عدد قليل من شعرات شعري البني تتطاير في الهواء.

"توقف!" صحت. "أنا لا ... أنا ..."
دفعت وسادتي نحوه وابتعدت عن السرير لأسحب قطعة من الورق المطوية البالية من درج السرير.


ورميتها نحو صدره.

أخذ الورقة. 
"الآن السلسلة.".

"أنا لم أخذ أي سلسلة!" صرخت. "فقط الورقة."

اقترب نحوي ليستقر المقص بقرب شعري مرة أخرى ، فصرخت مجدداً.
 "اللعنة! أخبرتك! لم أخذ - "

تان. 

كان تان معي. لابد أنه أخذها.

اللعنة! 

"ماذا؟"
 زمجر مايسن، وربما رأى الإدراك على وجهي.

تنفست بشدة، "كان صديقي معي. سأحصل عليها. حسنا؟ سأحصل عليها. الآن ابتعد عني!" 

توقف ، يحدق في وجهي. لكنه في النهاية رمى المقص على المنضدة ، و وضع الورقة في جيبه الخلفي.

"حقير!" 
همست بغضب، 

"غداً" 
أمر ، متجاهلاً إهاناتي. 
"موقف السيارات بعد المدرسة". 

ثم لوح بدفتر ملاحظاتي. 
"سأحتفظ بهذا كضمان."

"لا. أنا لا أثق بك."

"اوه هناك شيء مشترك بيننا. أنا لا أثق بك ، كذلك."
عَصر دفتر الملاحظات وضغط عليه في قبضته. 
"الآن لا تضيعي أكثر من وقتي. غداً."

ضغطت أسناني بحرقه وراقبته وهو يمشي باتجاه الباب. توقف في المدخل واستدار، وألقى نظرة أخيرة على غرفتي.

"أتعرفين ... أنا حقاً معجب بغرفتك" ،
 قال. "ربما لو كنتِ تشبهينها في المدرسة، ما كان ليتحدث الجميع عنك وراء ظهرك كثيراً."

مشى خارجاً و أغلق الباب خلفه ، فوقعت الصدمة، 
حدقت في الكلمة المكتوبة على الجزء الخلفي من الباب ، بأحرف كبيرة من الطباشير لم أكتبها.

مخادعة.

┈┄ ┉┅━ ✹ ━┅┉ ┄┈


الأحد، 12 أبريل 2020

لُقيانا = بارت 3


•──────────•

"فلنذهب ، يا فتيات!" 
ضربت المدربة قبضتها على الخزانات مرتين وهي تمر بنا. الفتيات يضحكن ويهمسن من حولي ، وأنا أمرر أصابعي خلال شعري ، وارفعه على شكل ذيل حصان فوضوي.

"نعم ، سمعت أنهم يقومون بتركيب كاميرات مراقبة" 
، قالت كاتلين ستيفنز لمجموعة فتيات بينما كانت تجلس على مقاعد البدلاء في الملعب.
 "إنهم يأملون في إلقاء القبض عليه متلبساً".

كاميرات ، هاه؟ في المدرسة؟
من الجيد أن نعلم.

ارتديت الجزء العلوي من زي التشجيع من فوق رأسي وبعدها التنورة من الأسفل. حالياً نحن في صدد توظيف أعضاء جدد في الفريق ، نظراً لأن كثيرين منا سيتخرجون قريباً ، لذا فقد طلبت منا المدربة أن نرتدي الزي الرسمي الخاص بنا خلال المدرسة في بعض الأيام ، على أمل الحصول على مزيد من الأهتمام من الطلاب الجدد.

"كنت أتساءل ما هي الخطوة التالية التي سيفعلها"
 ، قالت فتاة أخرى في تناغم. 
"أنه يستمر في التملص منهم".

أضافت ليلى: 
"وأنا ، شخصياً ، آمل أن يستمر على ذالك."
ثم ابتسمت بحماس، 
"هل رأيتي ما كتبه هذا الصباح؟"

الجميع صمت ، وأنا أعرف بالضبط ما يبحثون عنه. أدرت رأسي ، وألقيت نظرة خاطفة على الحائط مباشرة فوق مدخل مكتب مُعلمي الألعاب الرياضية. هناك عبارة مكتوبة بشكل عشوائي على الحائط.

أبتسمت لنفسي، قلبي بدأ ينبض بسرعة، 
ثم عدت لأستعد.

قالت ميل لونج وهي تقرأ العبارة التي رأيناها جميعاً وهي 
تجلس خلف كراسي البدلاء قبل ممارسة التمارين الصباحية: 

"لا تقاطع عادتي السرية، إنني أمارس الجنس مع شخص
 أحبه."

فبدأ الجميع في الضحك. 
أراهن أنهم لا يعرفون حتى أنه اقتباس من وودي ألن.

اكتشفوا الكتابة على الجدران هذا الصباح ، هنا في غرفة خلع الملابس للفتيات هذه المرة ، وبينما قام المعلمون بتغطيتها بالورق ، رأى الجميع ما وراءها رغم ذالك.

تم تخريب المدرسة مرتين وعشرين مرة في الشهر الماضي ، واليوم يجعلها ثلاثة وعشرين.

في البداية ، كان الأمر بطيئاً - حدث واحد هنا وهناك - لكنه الآن أكثر تواتراً ، كل يوم تقريباً ، وأحياناً عدة مرات في اليوم. كما لو أن هذا "الشرير" ، كما أصبح هو أو هي معروفاً ، قد طوّر طرق لاقتحام المدرسة في الليل وترك رسائل عشوائية على الجدران.

"حسناً ،" 
قلت ،
 وأنا أضع حقيبتي على كتفي وأغلق باب خزانة ملابسي

"مع وضع الكاميرات في جميع الممرات وتغطية كل مدخل
 ، أنا متأكدة من أنه أو أنها سوف تكون أيامهم معدودة."

قالت كاتلين:
 "آمل أن يقبضوا عليه، أريد أن أعرف من هو".

"لااااا.."
 علقت ليلى، 
"لن يكون ذالك ممتعاً."

قمت بالالتفاف وخرجت من غرفة الخزانة. نعم ، بالطبع لن يكون الأمر ممتعاً إذا تم اكتشاف "الشرير". لا أحد منا يعرف ما يمكن توقعه عندما نذهب إلى المدرسة في الصباح ، وقد وصل الأمر إلى الدرجة التي يكون فيها أول شيء في جدول أعمال الجميع هو البحث عن أي رسالة تركها هذا المخرب. إنهم يعتقدون أن هذة المؤامرة ممتعة.

ففي بعض الأحيان تكون الرسائل التي يتركها على الجدران خطيرة.

لقد اخفيت لمعاني مرغماً، لكنكم كالجحيم لا تلمعون.
-الفاسق

يقرؤنها، وبعد ذلك يكون الجميع هادئين، يتجاهلون بوضوح الرسالة المشفرة كما لو أنها ليست شيئاً، لكنك تعلم أنها موجودة في رؤوسهم طوال اليوم.

وفي بعض الأحيان يضع شيئاً كوميدياً.

لمعلوماتك، والدتك لن تواعد والدك إذا كان يمكنها اتخاذ هذا الخيار مرة أخرى.
-الفاسق 

ويضحك الجميع.
لكن في اليوم التالي، سمعت أن اتصل العديد من أولياء الأمور بالمدرسة، يشتكون لأن أبنائهم وبناتهم صارحوهم لمعرفة ما إذا كان هذا صحيحاً. 

لم يتم توقيع هذه العبارات بأسم حقيقي، ولم يتم توجيهها مطلقًا إلى أي شخص على وجه الخصوص، ولكنها أصبحت متوقعة. من هو؟ ماذا سيكتب بعد ذلك؟ كيف يفعل ذلك دون أن يقبضوا عليه؟

ويفترضون جميعاً أنه "هو" وليس "هي" رغم عدم وجود دليل على أنه رجل.

لكن الغموض مازال يكتنف المدرسة، وأنا متأكدة من إرتفاع نسبة الحضور خلال هذا الشهر، كي لا يفوت أحد، ما يحدث بعد ذلك.

أثناء مغادرتي غرفة الخزانة ، أسقطت حقيبتي على الأرض، وسحبت أنفاس طويلة. إن الوزن المفاجئ على صدري يجعل من الصعب استنشاق الهواء، عندها قمت بالجلوس على أقرب مقعد.

رأسي سقط للوراء ، لكنني ألتقطه بسرعة.

تباً.

نظرت إلى جميع العيون من حولي ، ثم وصلت إلى أسفل تنورتي بأصابعي، تحديداً تحت ملابسي الداخلية المطاطية الضيقة، وأمسكت بجهاز الاستنشاق خاصتي.

"مهلاً ، هل يمكنني استعارة تنورة الجلد اليوم؟"
قفزت بصدمة، وأعدت جهاز الاستنشاق إلى مكانه وسحبت يدي بسرعة.

وقفت ليلى على يساري بينما تحوم كاتلين وميل على يميني.

التقطت حقيبة الظهر.
 "هل تقصدي الأغلى ثمناً التي بعت نصف خزانتي للمتجر لأدفع ثمنها؟ مستحيل!"

"سوف أخبر والدتك عن جميع الملابس التي تخفيها في خزانة الملابس الخاصة بك." 
هددت ليلى بوقاحة، ولا أدري إذا كانت تمزح. 

"وسوف أخبر والدتك عن جميع الأوقات التي كنتِ لا تنامي بالفعل في منزلي طوال الليل،" قلت بتحد ،

ابتسمت ليلى وأنا أضع حقيبتي على الأرض مجدداً واتطلع إلى ميل وكاتلين.

"ارجوكِ راي، ساقاي تبدو جيدة عليها"
 توسلت ليلى، 

تنفست بكل ما لدي ، وكافحت لجعل رئتي تنمو وتنتفخ دون فائده وكأن هناك ألف رطل يجلس على صدري.

حسناً. اياً كان. سأعطيها أي شيء يخرجها من هنا. وصلت إلى الخزانة وسحبت التنورة المعلقة على خطاف بلاستيكي.
رميت النسيج الأملس الناعم عليها. 
"لا تمارسي الجنس عليها".

ابتسمت ليلى ببهجة ،
 والتقطت التنورة لإلقاء نظرة عليها.
 "شكراً لك."

أمسكت حقيبتي الصغيرة ، المليئة بأقلام الرصاص الخاصة بالرسم وهاتفي.

"ماذا لديك الآن؟"
 سألت ليلى وهي تطوي التنورة فوق ذراعها.
 "درس فن؟"

اومأت لها.

"أنا لا أفهم كيف لا يمكنك التخلص منها. أعلم أنك تكرهين المادة".

أغلقت خزانة ملابسي عندما رن الجرس وبدأ كل من حولنا يتحركون في زحام. فعلقت على ما قالته، 
"إننا في نهاية العام تقريباً. سوف أنجو."

"اممممم.." ، 
أجابت بصمت وربما لم تسمعني.

"حسناً ، دعونا نذهب." 
أشارت بذقنها إلى ميل وكاتلين ثم نظرت إلي وهي تتراجع.
"أراك عند الغداء ، اوكي؟"

اختفنّ الثلاث جميعاً في الردهة بين حشود الجثث أثناء توجههم إلى الحصة الأولى لليوم. الكل يتحرك حولي ويندفعون في الطابق العلوي ، بعد أن يغلقون خزاناتهم ، ويغوصون في الفصول الدراسية ... 

أشعر أن الألم في صدري بدأ في الانتشار. تحترق معدتي من إجهاد محاولة التنفس ، وأنا أشق طريقي إلى أسفل الرواق ، و كتفي متكأ على الخزانات  لدعمي في الوقوف.

أبتسمت ابتسامة سريعة لبراندون هيويت ، أحد أصدقاء تيري أثناء مروري ، وسرعان ما بدأت جميع الأبواب في الإغلاق وتتلاشى آثار الخطى والمحادثات. انطلقت صافرة صغيرة للتحذير من رئتي شعرت بوميض قوي ، بدأ العالم في الدوران خلف أجفاني.

أحاول أخذ قدراً كبيراً من الهواء ، مع علمي أنهم لا يرون مفاصلي البيضاء ، أو تشبثي الشديد بكتبي ، أو الإبر التي أشعر بها في حلقي وأنا أناضل من أجل عدم السعال.

أنا جيدة في التظاهر.

أغلق الباب الأخير ، وسرعان ما وصلت إلى أسفل التنورة الخاصة بي وسحبت جهاز الاستنشاق الذي عادة ما أخفيه هناك. امسكته أمام فمي ، وضغطت عليه مستنشقة أنفاساً قاسية عندما انطلق الرذاذ بداخلي. 

إنها المادة الكيميائية المريرة ، التي تذكرني دائماً بالليزول الذي قبضت عليه أمي في فمي عندما كنت طفلة.

مستلقية على الحائط ، ضغظت على الجهاز مرة أخرى ، وأخذت المزيد من الرذاذ مغلقة العينين ، أشعر بالفعل وكأن أحدهم رفع الأثقال من صدري.

أثناء التنفس ، سمعت نبضاتي في أذني وشعرت أن رئتي تتسع على نطاق أوسع وأوسع ، والأيدي الخفية التي كانت تضغط عليها ، تتحرر ببطء.

حدث هذا فجأة! 
عادة ما يحدث ذلك عندما أكون بالخارج أو أمارس التمارين في الملعب حيث كلما يكون الهواء كثيفًا ، أعتذر للذهاب إلى الحمام وأفعل ما أريد فعله. أنا أكره عندما يحدث هذا فجأة مثل اليوم. الكثير من الناس حولي ، و حتى في الحمامات. 

لقد تأخرت الآن عن الفصل.

أعدت جهاز الاستنشاق إلى تحت تنورتي مرة أخرى ، تنفست بعمق ، وعدّلت الكتب في ذراعي.

استدرت يميناً وأخذت الممر التالي ، وصعدت الدرج إلى فصل الفن. إنه الفصل الوحيد الذي أستمتع به كل يوم ، لكنني جعلت أصدقائي يظنون أنني أكرهه. الفن ، الفرقة ، المسرح ... كلها هدف للسخرية من الجميع، ولا أريد أن أسمعهم يرددون ذالك على مسامعي. 

عندما فتحت باب الفصل بحذر ، دخلت ونظرت حولي للسيدة تيل ، لكنني لا أراها. لابد أنها مازالت في خزانة العرض.

ولست بحاجة إلى تأخير آخر ، لذلك ...

مشيت بخفة عبر الغرفة نحو الممر الصغير الذي يفصل الطاولات ورفعت عيني عند رؤية تيري بيننا. كان يجلس بجانب طاولتي ، في المقعد المجاور لي.

اجتاحني الإنزعاج. رائع.

لابد أنه تهرب من حصة الكيمياء - وهي المادة التي فشل بالفعل فيها ويجب عليه اجتيازها للتخرج. 

هذه هي ساعتي السعيدة الوحيدة في المدرسة، وسوف يدمرها الآن.

تركت تنهداً صغيراً وأجبته بنصف إبتسامة. 

"هاي."
 قال، 
وسحب كرسي بيد واحدة ، مسترخياً على مقعده ويحدق في وجهي بينما أجلس. من المحتمل أن السيدة تيل لن تلاحظ أنه ليس أحد طلابها.

"حسناً كنت أفكر ..." 
طرح تيري جملته بينما يتحدث الجميع من حولنا. 
"هل لديك أي خطط في السابع من مايو؟"

"هممم ..."
 ملت إلى ظهر كرسيي ، وطويت ذراعي على صدري ، 
"أتذكر أن شيئاً ما سيحدث في تلك الليلة ، لكنني نسيت ما هو".

وضع يده على ظهر الكرسي ، وهو يقرب رأسه نحوي.
 "حسناً ، هل تعتقدي أنه يمكنك الحصول على فستان لأجل تلك الليلة؟"

"أنا ..." 
ولكن بعد ذلك توقفت عن الحديث عند رؤية شخص ما يدخل غرفة الفصل.

رجل يمشي في طريقه نحونا، طويل القامة، سار في الفصل و وصل إلى الممر. أنا لم أتنفس للحظه.
انه يبدو مألوفاً. من أين أعرفه؟! 

لا يحمل شيئاً - لا حقيبة ظهر أو كُتباً أو حتى أقلام رصاص - أخذ مقعداً على طاولة فارغة عبر الممر.

نظرت نحو السيدة تيل ، أتساءل ما الذي يجري. أيا كان هو ، فهو ليس من ضمن الفصل، لكنه دخل للتو كما لو كان دائماً هنا.

هل هو جديد؟

سرقت لمحة إلى يساري ، أدرسه. يرتاح على مقعده ، ويد واحدة مستلقية على الطاولة والأخرى ملقيه وراء ظهر كرسيه، عيناه تركز على أمامه. 

تلطخ البقع السوداء الجزء الخارجي من يده ، من معصمه إلى الجزء العلوي من الخنصر ، مثلما يحدث معي عندما أرسم بيدي وتستريح على الورقة ، ليلتسق بها الحبر.

"هاااي؟"
 سمعت تيري يُفيقني.

فنظفت حلقي. 
"أممم ، نعم ، أنا متأكدة من أنني قادرة تدبر ذالك."

يريدني أن أشتري فستاناً. الحفلة الموسيقية الخاصة بالمدرسة هي في السابع من مايو ، ولم يدعوني أحد ، لأن الشائعات تقول إن تيري ينوي ذالك. أخذ وقتاً طويلاً قبل أن يدعوني، وبدأت أشعر بالقلق. أريد أن أذهب إلى الحفلة الموسيقية ، حتى لو كان معه.

تركت عيني تنجرف إلى الرجل الجديد مرة أخرى ، أنظر إليه من زاوية عيني. الأوساخ تلطخ بنطاله الأزرق الداكن ، بالإضافة إلى أصابعه ومرفقه ، لكن قميصه باللون الرمادي الصافي نظيف وحذائه يبدو في حالة جيدة. 

كانت عيناه مخفية تقريباً أسفل الرموش الكثيفة ، وشعره البني الداكن القصير يتدلى قليلاً على جبهته. هناك خاتم فُضي على جانب شفته السفلية يلتقط الضوء كلما تحرك. 

طويت شفتي بين أسناني أثناء تحديقي به ، متخيلة الشعور الذي يكون عليه الحديد بين الشفاة.

"وربما عليك تسريح شعرك؟" 
أستمر تيري في الحديث، 
"لكن اتركيه منسدلاً ، احبه هكذا."

عدت إلى الوراء، وسحبت عيني بعيداً عن فم الرجل ، وعدلت جلستي في نفس الوقت الذي أعدت فيه تركيز انتباهي لتيري.

الحفلة الموسيقية. أجل كنا نتحدث عن الحفلة الموسيقية.

"لا مشكلة" ،
 أجبته.
"جيد".
 إبتسم ومال إلى الخلف. 
"لأنني أعرف مكان رائع يقدم للتاكو..."

انفجر بالضحك ، وانضم إليه الرجل الذي يقف بجواره، فشعرت بالدفء مع إحراج للحظة. أوه ، كنت اظنه يدعوني إلى الحفلة الموسيقية؟ يالي من فتاة غبية.

لكنني لم أجعله ينجح في محاولته ليجعلني أبدو حمقاء. قلت بثقه.
 "حسناً ، أستمتع لوحدك مع التاكو. سأكون في الحفلة الموسيقية مع ماني. أليس كذلك، ماني؟"

ناشدته ، وأنا أركل ساق الكرسي أمامي عدة مرات ، لجذب انتباه ماني فتى الإيمو.

ماني كورتيز اهتز ولكنه واصل النظر أمامه، في محاولة لتجاهلنا تماماً. 

ظل تيري وصديقه يضحكون ، لكن تركيزهم تحول نحو الفتى الضعيف ماني الآن ، ولا يسعني إلا أن أشعر بشعور من الرضا لأنهم توقفوا عن الضحك علي وتحولوا إليه. 

المشاعر الأخرى موجودة أيضاً. الذنب ، والاشمئزاز من نفسي ، والشفقة على ماني وكيف استغللته الآن فقط...

لكنني امتعت تيري، والآن الإهتمام بمشاعر ماني وأي تأنيب أشعر به أقل بكثير من شعور الرضا الذي تملكني عند الإبتعاد من السخرية الموجهه لي. 

أجل أنه قليل (التأنيب) لكنني أعلم أنه هناك، أدرك وجوده. لكن الأمر أشبه برؤية النمل من طائرة. أنا في الغيوم ، مرتفعة جداً جداً، ولا يمكنني أن أقلق على مايحدث في الأرض.

"حقاً ، ماني. أنت ذاهب إلى الحفلة الموسيقية مع فتاتي؟" استهزأ تيري وهو يركل كرسي ماني كما فعلت. 

"هاه؟" 
أستمر تيري ثم تحول إلي. 
"لا ، أنا لا أعتقد أنه يحب الفتيات".

أرغمت نفسي على الابتسام ، وهززت رأسي نحوه عله يصمت الآن. ماني انقذني من سخريتهم. ولا أريد تعذيبه أكثر من هذا.

ماني يزن تسعين رطلاً ، على الأكثر ، لديه شعر أسود اللون تقريباً، ويتحول للأزرق تحت الضوء، ووجه أبيض شاحب وناعم للغاية، ويمكن بسهولة بالملابس المناسبة أن يظنه الجميع فتاة. 

يضع كحل ، وطلاء الأظافر الأسود ، جينز نحيل ، أحذية رياضية... و كل شئ يجعله فتى إيمو انثوي. 

لقد ذهبنا، هو وأنا إلى المدرسة معاً منذ روضة الأطفال ، وما زال لديّ ممحاة على شكل قلب أعطانيها كبطاقة عيد الحب في الصف الثاني.

كنت الوحيدة التي حصلت على واحد منه. لا أحد يعرف ذلك ، ولا حتى ميشا يعرف سببي بالاحتفاظ بها إلى الآن. 

رفعت عيني نحوه ، أراه جالساً بهدوء. العظام تحت قميصه الأسود متوترة ، ورأسه منحني ، وكأنه يأمل ألا نقول أي شيء آخر. وكأنه يظن أنه إذا بقي هادئاً ، فسوف يصبح غير مرئي مرة أخرى.
أنا أعرف هذا الشعور.

لكن شيئاً على يساري يجذبني ، فألقيت نظرة على الفتى الجديد ، الذي لا يزال يركز نظره إلى  الأمام ، لكن جبينه صارماً ومتوتراً الآن، كما لو كان غاضباً.

"لا، بجدية.."
 تحدث تيري، فعدت انتبه على مضض لأنه يتحدث معي مرة أخرى.
 "الحفلة الموسيقية. سأقلك في السادسة. ليموزين ، عشاء ، سنرقص كثيراً... وأنتِ لي طوال الليل."

أومأت له، وأنا بالكاد منصته لِما يقول.

"حسناً ، دعونا نمضي قدماً ونبدأ" ، 
قالت السيدة تيل أخيراً، وهي تخرج من الخزانة وتضع مجموعة من المستلزمات الفنية على طاولتها.

سحبت شاشتها الورقية للأسفل ، وأطفأت الأنوار ، نظرت إلى يساري مرة أخرى ، متأملة الفتى الجديد جالساً هناك ، يتمايل أمامي. هل لديه قسيمة دخول؟ جدول حصص؟ هل سوف يقدم نفسه للمعلمة؟ لقد بدأت أتساءل عما إذا كان حقيقياً، وأنا أشعر بالغباء في الوصول إليه ونكزه. هل أنا الوحيدة التي لاحظته يمشي في الغرفة؟

بدأت السيدة تيل في استعراض بعض الأمثلة على الرسم المستقيم، بينما أخذ تيري قطعة من الورق من دفتر ملاحظاتي.

"ماني؟"
 همس تيري ، وهو يرمي قطعة الورق المكوره نحو رأس ماني.
 "ماني؟ مظهر الأيمو قد انتهى، يا رجل. أم هل يعجب حبيبك؟" 

تيري وصديقه ضحكا ضحكة مكتومة بهدوء ، ولكن ماني ظل كالتمثال.

قام تيري بأخذ ورقة أخرى ، فشعرت أن التنأيب - أثقل من ذي قبل - يزحف بداخلي.

"مهلاً ، يا رجل". 
رمى تيري بالكرة الورقية نحو ماني. لتضرب شعره قبل أن تسقط على الأرض.
 "أعجبني الكحل الخاص بك. أيمكنك أن تدع فتاتي هنا تستعيره؟"

حركة على يساري لفتت انتباهي ، رأيت يد الفتى الجديد - مستلقية على الطاولة - تشتد على شكل قبضة.

تيري رمى ورقة أخرى ، أكبر هذه المرة.
 "أيمكنك حتى العثور على عضوك الذكري بعد الآن ، أيها الشاذ؟"

أهتز جسدي داخلياً، يا إلهي.

ولكن بعد ذلك، في ومضة من الحركة السريعة، وصل الفتى الجديد فوق الطاولة، وأمسك ظهر كرسي ماني، شاهدته بذهول وهو يسحب الكرسي مع ماني فوقه نحو طاولته ثم وضع نفسه بين فتى الإيمو و وبيننا. ثم سرعان ما وصل إلى أعلى ، وانتزع كراسة الرسم من ماني وصندوق أقلام الرصاص ، وألقاها  في مساحة عمله ، أمام شريكه الجديد في الطاولة.

تسابقت نبضات قلبي ، لكنني أغلقت فكّي ، محاولة أن أبدو أقل اهتزازاً مما أشعر به. يا إلهي.

استدار الطلاب برؤوسهم لفحص الحدث حيث تراجع الرجل الجديد إلى مقعده ، ولم يقول كلمة أو يلقي نظرة على أي شخص ، ثم أستأنف العبوس. 

تنفس ماني أصبح صعب ، وجسده محكم وصلب بسبب ما حدث للتو. تيري وصديقه هادئان فجأة ، وعيونهما على الرجل الجديد.

قال تيري تحت أنفاسه: 
"يلتصق الشواذ ببعضهم البعض".

ألقيت نظرة على الفتى الجديد من زاوية عيني ، مع علمي أنه لابد أن سمع ما قاله تيري. لكنه لا يزال مثل الثلج.

الآن فقط تحركت عضلات في ذراعه، وفكه يشتد.
إنه غاضب ، وهو يُعلمنا بذلك. لا أحد يفعل ذلك على الإطلاق. أبداً.

لم يقول تيري أي شيء أكثر ، فتحول انتباه بقية الفصل في نهاية المطاف حين بدأت المعلمة بالشرح. حاولت التركيز على تعليماتها ، لكن لم أستطع ذلك. أشعر به بجواري ، وأريد أن أنظر إليه. من هو بحق الجحيم؟

وعندئذ صقعتني الذكرى،
حدث المستودع! 

ومض شيئاً أمامي، ونظرت إليه مرة أخرى. إنه الرجل من ذاك الحدث قبل تلك الأشهر الماضية. لا يزال لدي صورنا في هاتفي.

هل يتذكرني؟

هذا غريب جداً. لم أقم مطلقاً بنشر صورنا على الصفحة التي كان من المفترض أن ننشرها. فبعد أن تركته هو وصديقه لوهله، اختفى! فانشغلت بقية الليل ولم أتمكن من منع نفسي من أن أبحث عنه مجدداً ، حتى نسيت أمر نشر الصور.

لكنني لم أجده قط. 
بعد أن ابتعدت عنه ، اختفى عن الانظار تماماً.

أنهت السيدة تيل تعليماتها الموجزة ، وقضيت بقية الساعة في سرقة النظرات والتلاعب برسومات صغيرة لا طائل من ورائها. كنت أعمل في مشروع لمدة أسبوع ، لكنني أهملته اليوم ، لأنني لا أريد أن يرى تيري ذلك.

وعلى الرغم من أن هذة الحصة التي أستمتع كلياً ، إلا أنها الفترة التي أشعر بها أقل أماناً. لست بارعة تماماً في الفنون، لكنني أستمتع بالقيام بأشياء بيدي وأن أكون مبدعة.

مشروعي هو أن أرسم صورة لـ ميشا. كتصميم لغلاف ألبومه الأول كهدية تخرج مفاجئة. لا يجب عليه استخدامه - لا أتوقع منه ذالك - لكنني أعتقد أنه سيحصل على ركلة تشجيعية منه. شيء لتحفيزه.

بالطبع ، لا أريد أن يرأه تيري ويسأل عنه. 
سوف يصنع فقط نكتة من شيء أحبه.

لا أحد يعرف عن ميشا لير. ولا حتى ليلى. إنه ملكي ومن الصعب للغاية وضعه في كلمات لوصفه. لا أريد حتى أن أجرب ذالك.

وأيضاً، إذا لم أخبر أحداً عنه، فلن يكون ذلك حقيقياً. ولن أصب بأذى كبير عندما أخسره في النهاية.
وهو ما سيحدث حتماً ، إذا لم يكن قد حدث بالفعل. فكل الاشياء الجيدة تنتهي.

  

•──────────•
•──────•

"إنه هو.. "
 ، تان همس في أذني قبل الجلوس على طاولة الغداء مع ليلى ، ميل ، وأنا. 
"أنه الرجل الذي يُخرب المدرسة بتلك العبارات.".

لف تان رأسه ، لينظر خلفنا ، رفعت رأسي من واجباتي في الرياضيات ، واستدرت اتبع عينيه.

جلس الرجل الجديد على مائدة مستديرة بمفرده ، فرش ارجله أسفلها ، وكانت ذراعاه مطويتان على صدره. هناك أسلاك سوداء فوق صدره تؤدي إلى سماعات في أذنيه ، مازال محتفظاً بنفس التعبير الثابت من هذا الصباح على الطاولة أمامه.

ابتسمت. إذن هو حقيقي. تان يراه أيضاً.

ثم سقطت نظراتي على ذراعه الأيمن ، ولاحظت الأوشام وهي تتدفق إلى اسفلها. 

رفرفة ضربت معدتي.

لم أراها هذا الصباح.

ربما لأنني لم أكن أجلس على هذا الجانب منه. لم يكن بإمكاني تحديد ماهية الصور الموشومه على جلده، لكن يمكنني أن أقول أن هناك نصاً مختلطاً. ألقيت نظرة خاطفة على الكفتيريا ، ولاحظت الآخرين ينظرون إليه أيضاً. نظرات جانبية غريبة ، همسات مغلقة ...

وضعت قلم رصاص على الورقة مرة أخرى ، وأكملت الواجب الذي كنت قد حصلت عليه هذا الصباح ، لذا لن يتعين علي القيام بهذا الليلة. 

"هل تعتقد أنه يتسلل إلى المدرسة؟ ما الذي يجعلك تقول هذا؟"

"حسناً ، انظري إليه. أرى السجن في مستقبله".

"اوه ، هذا إثبات جيد،"
 قلت بسخرية ، وما زلت أكتب.

بصراحة ، إنه لا يبدو بهذا السوء.
مُهمل الشكل قليلاً ، غاضباً قليلاً ، 
لكن هذا لا يعني أنه مجرم.

ألقيت نظرة ورائي مرة أخرى ، وأخذت وجهه للحظة ... عضلات فكه ، والعينين الداكنتين القويتين ، وميل أنفه وحاجبيه كما لو كان في حالة من الاستياء المستمر ... يبدو أشبه بالنوع الذي سيلكمك إذا قلت له مرحباً، وليس من النوع الذي سيرش كلمات أغنية بالطلاء على جدران المدرسة.

رفت نظرة فجأة ، وتابعت نظراته.

سار تيري نحو الكافتيريا وهو يقول شيئاً للمديرة السيدة بوروز أثناء مروره ، والفتى الجديد يراقبهما.

"هل هو جديد؟"
 سألتني ليلى ، وأراها تتأمله. 
"إنه ليس سيئ بالنظر إلى كل شيء يملكه. ما أسمه؟"

"مايسن لورنت"
 ، أجاب تان.

قلت الاسم في رأسي ، وتركته يتدحرج في ذهني. هذا هو الاسم الذي كان يحاول منع صديقه من إخباري به في المستودع؟

"كان معي في فصل الفيزياء هذا الصباح" 
، برر تان. 

"كان معي في حصة الفنون ، أيضاً" ،
 أضفت وأنا أقلب صفحة الكتاب المدرسي. 
"لم يتحدث".

"ماذا تعرفي عنه؟" 
سألت ليلى.

رفعت كتفي بدون اكتراث.
 "لا شيئ. لا أهتم".

جلس تيري و جاي على طاولتنا و بجانب ليلى ، وبدأا في الحفر في شطائرهما.

"مرحباً يا فاتنة."
 قال تيري وأخذ بطاطا مقلية ملوحاً بها أمام فمي، امسكتها ورميتها وراء كتفي فضحك هو جاي على تصرفي ، بينما واصلت كتابت واجبي.

قال تان: "لا أعتقد أنه قال شيئاً لأي أحد. السيد كلاين سأله سؤالاً في الفيزياء ، ولم يجبه."

"مَن؟" 
سأل جاي.

"مايسن لورنت".
 أشار تان نحو الفتى الذي خلفنا. "لقد بدأ الدراسة اليوم."

قالت ليلى بصوت منخفض:
"أتساءل كيف يتسلل إلى المدرسة في الليل".

أسقطت قلمي الرصاص على الطاولة ورفعت عينيّ، أنظر إليها بإحكام. "لا تقولي ذالك، وكأنك متأكدة أنه مَن يقوم بالتخريب. لا نعرف ذلك. وإلى جانب ذلك ، بدأ للتو اليوم. والتخريب مستمر منذ أكثر من شهر ".

لا أريده أن يأخذ الملامه لشيء أعرف أنه لا يفعله.

"حسناً!"
 ليلى دحرجت عينيها وألتقطت السلطة أمامها. 
"أتساءل كيف يتسلل 'أحدهما' إلى المدرسة في الليل، إذن؟"

"حسناً ، لدي فكرة" ،
 قال تان. "لا أعتقد أنه يغادر المدرسة ، في الواقع. الشخص الذي يفعل التخريب ،  أقصد، أعتقد أنه يبقى في المدرسة بين العشية وضحاها."

عض جاي الهمبرغر مرة أخرى. 
"ولماذا سيفعل ذلك؟"

"لأنه كيف يمكنه الالتفاف حول الإنذارات؟ فكر في الأمر. تفتح المدرسة في وقت متأخر - دروس السباحة في حوض السباحة ، وفصل الجودو ، والفرق التي تستخدم غرفة الأوزان ، والدروس الخصوصية ... يمكنه المغادرة بعد المدرسة ، وتناول الطعام والقيام بكل شيء ، والعودة قبل أن تقفل المدرسة أبوابها حوالي التاسعة. ثم يبقي طوال الليل. ربما هو يعيش هنا. فالعبارات تُكتب كل يوم تقريباً."

أنهيت معادلتي النهائية ، وحفرت قلم الرصاص ببطء في الورقة. إنها نقطة جيدة. كيف يمكن لشخص آخر الالتفاف حول الإنذارات ، ما لم يختبئ وينتظر حتى يتم قفل الأبواب؟

أو ما لم يكن لديهم المفاتيح ورموز التنبيه.

"لكن لا يوجد طلاب بلا مأوى في هذه المدرسة"
 ، أشرت إلى ذلك. 
"أعتقد أننا سوف نعرف".

إنها ليست مدرسة ضخمة ، بعد كل شيء.

"حسناً ، كما قلت،" 
ردت ليلى. 
"لقد وصل لتوه ، لذلك نحن لا نعرف شيئًا عنه بعد." 

رأيتها تنظر وراء رأسي ، وأنا أعرف بالضبط من تشاهد. 
" ربما وصل إلى هنا في الشهر الماضي قبل بدء الدراسة ولم يكن أحد يعرف ذلك".

أجبتها،
 "وما السبب المحتمل الذي لديه لتخريب المدرسة؟ اه انتظري. انا نسيت. لا يهمني الأمر.."

صمت الجميع فأكملت بتأفف، 
"...مايسن لورنت لا يعيش في المدرسة. إنه لا يخرب الجدران أو الخزانات أو أي شيء آخر. إنه جديد ، أنت مخطئة ، وأشعر بالملل حقاً من هذه المحادثة."

قال تيري: "يمكنني إخراجها منه. يمكنني التسلل إلى مكتب زوجة أبي والتحقق من ملفه. و انظر أين يعيش بالضبط".

"كالجحيم أوافق،" 
قال جاي كردهُ المعتاد،

النغمة الشريرة لأصواتهم تزعجني. دائماً ما ينجو تيري من كل شيء سيئ يفعله، خاصةً وأن المديرة هي زوجة والده.

أغلقت كتابي ودفتر الملاحظات وضعتهما فوق بعضهما البعض. 
"وكيف سيكون في ذلك أي متعة بالنسبة لي؟"

أبتسم تيري.
 "بم تفكري؟"

وضعت سواعدي على الطاولة وأدرت رأسي على كتفي كي أشاهد مايسن لورنت. تعبيره الهادئ مربك. كما لو كان الجميع من حوله غير موجود.

إنهم يصرخون ويمرون بأصواتهم العالية وهم يحملون طعامهم إلى طاولتهم ، ويضحكون على يساره وصينية تسقط على يمينه ، لكن فقاعة تحيط به. تستمر الحياة خارجها ، لكن لا شيء ينتهكها.

أشعر على الرغم من أنه لا يستجيب لأي شيء يدور حوله ، إلا أنه يدرك ذلك. إنه يدرك كل شيء.

بالعودة إلى تيري ، أخذت نفساً عميقاً.
"هل تثق بي؟"
 سألته، 

"لا ، لكنني سأعطيك فرصة." 
أجاب، 

قمت عن مقعدي مزيحة الكرسي للوراء، 
"إلى أين أنتِ ذاهبة؟"
 سألت ليلى.

درت حولي متجهه نحو مايسن، وأجبتها من وراء كتفي
، "أريد أن أسمع حديثه"

توجهت إلى طاولته ، وهي عبارة عن دائرة صغيرة بأربعة مقاعد ، و وضعت مؤخرتي على الحافة ، وأمسكت الطاولة بيدي على جانبي.

عينيه التقطت فخذي وأرتفعت إلى جسدي ببطء ثم استراحت على وجهي.

يمكنني سماع إيقاع الطبول التي تضرب من أذنه ، ظل محدق بي بينما تتقارب المسافات البادئة بين حاجبيه.

اقتربت أكثر و قمت بسحب سلك السماعة برفق وألقيت نظرة وراء كتفي على أصدقائي ، إنهم ​​يراقبوننا.

"إنهم يعتقدون أنك بلا مأوى"
 أخبرته ، 
"لكنك لا تأكل ولا تتكلم. أعتقد أنك شبح ".

أعطيته ابتسامة مؤذية وأسقط سماعات الأذن ، ووضعت يدي على قلبه. شعرت بدفئه على الفور عبر يدي ، مما جعل معدتي تتقلب قليلاً. 
"كلا ، اشطب ذلك" ، 
أضفت ، واندفعت إلى الأمام.
 "أشعر بنبضات قلبك. وهي تزداد الآن".

ظل مايسن يراقبني فقط ، كما لو كان ينتظر شيئاً. ربما يريدني أن أختفي، لكنه لم يدفعني بعيداً.

رفعت يدي عن صدره وقلت.
 "أنا أتذكرك ، أتعرف؟ كنت في حدث المستودع في فبراير الماضي، في خليج ثاندر."

لم يجيب ، وبدأت أتساءل عما إذا كنت مخطئة أم لا. كان الرجل في تلك الليلة قليل الكلمات ، لكنه ، على الأقل ، انتهى به الأمر إلى أن يكون ودوداً معي.

"أترغب في الذهاب في جولة، مايسن؟ هذا اسمك ، أليس كذلك؟"
 نظرت إلى أسفل وعبثت بقلمه ، محاولة التظاهر بالهدوء.

"الطقس لطيف بما فيه الكفاية لذلك. ربما تريد أن تقضي وقتاً مع صديقاتي، ومعي. هل تريد أن تعطيني رقم هاتفك؟"

ارتفع صدره مع كل زفير، شعرت أن بشرتي بدأت تحترق وهو يحدق في عيناي. و عيناه بركه خضراء عميقة تتوهج بنار لا أستطيع فهمها. أهي غضب؟ خوف؟ رغبة؟ ماذا يفكر بحق الجحيم ، ولماذا لا يتحدث؟

"أنت لا تحب البشر؟"
 قلت بتردد ، 
"أم أنك لا تحب الفتيات؟"

"آنسة تريڤارو؟" 
سمعت صوت انثوي صارم أدركت أنها المديرة بوروز.
 "انزلي عن الطاولة!"

أدرت رأسي نحوها وكنت على وشك تنفيذ ما طلبته، ولكن فجأة ، أمسك مايسن بيديه حول خصري وسحبني إلى الأمام نحوه.

شعرت بالصدمة ، أثناء هبوطي على حضنه.

"أنا أحب الفتيات" ، 
همس في أذني ، وقلبي ينبض بقوة لدرجة أنه ألمني.

شعرت بطرف لسانه على عنقي ، تجمدت ، ثم تنفست ميلاً في الدقيقة بينما تتسارع الحرارة في دمي، بشكل غير منطقي. 

اللعنة! 

"لكن انتِ..؟" 
صوته العميق وتنفسه الساخن سقط على جلد رقبتي. 
"أنتِ نوعاً ما سيئة المذاق."

ماذا؟

ثم وقف عن كرسيه وسقطت من حضنه واقعة على الأرض. 

سمعت صدى الضحك من حولي ، ورأيت قلة من الناس على الطاولات القريبة وهم يضحكون و يحدقون بي.

الجدران ضاقت من حولي ، وأنا أحترق بإحراج.
لا يجب أن التف لأرى أن ليلى ربما تضحك أيضاً.

تلك السافلة! 

ثم شاهدت بينما أمسك مايسن لورنت دفتره وقلمه ، ويلفّ سماعته حول عنقه ، ويمشي حولي ، تاركاً الكافيتريا دون كلمة أخرى.

الأحمق. ماذا بحق الجحيم هي مشكلته؟

وقفت ونظفت ملابسي تلقائياً وعدت إلى طاولتي.

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يضحك فيها أحد على حسابي ، لكنها ستكون الأخيرة.
حتماً!

┈┄ ┉┅━ ✹ ━┅┉ ┄┈


لُقيانا = بارت 2



•──────────•

بعد ثلاثة أشهر. 

╔━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━╗
عزيزي ميشا،

ماذا حدث بحق لعنة الجحيم؟
نعم سمعتني، لقد قلتها. قد أقول أيضاً أن هذه ستكون رسالتي الأخيرة ، لكنني أعرف أن هذا غير صحيح. لن أتخلى عنك. لقد وعدتك بأن لا أفعل، لذا أنا هنا. بعد ثلاثة أشهر بدون أي كلمة منك، آمل أنك تستمتع بوقتك، أينما كنت يا معتوة.
(ولكن بجدية، لا تموت أرجوك، أوكي؟)
لديك الملاحظات على الكلمات التي أرسلتها مع رسائلي السابقة. و نوعاً ما أتمنى لو انني قمت بنسخ تلك الملاحظات الآن لأحتفظ بها لدي، لأنني أشعر بأنك ذهبت إلى الأبد ، ولكن ما الفائدة؟ هذه الكلمات مخصصة لك أنت وحدك ، وحتى إذا كنت لا تقرأ رسائلي أو لم تحصل عليها ، فأنا بحاجة لإرسالها. أحب أن أعرف أن رسائلي تبحث عنك.
بالنسبة للأخبار الحالية ، سأدخل الجامعة. حسناً، بقى القليل على ذالم، في الواقع. وهذا ممتع. لقد أردت أن يتغير كل شيء في حياتي لفترة طويلة، وعندما وشك ذالك أخيراً، بدأت رغبتي في الهروب تُبطئ. أعتقد أن هذا هو السبب وراء بقاء الناس غير راضين لفترة طويلة، كما تعلم؟ من الأسهل التمسك بما هو مألوف، فالأشياء الجديدة ترعبنا.
هل تلاحظ ذلك أيضاً؟ كيف كلنا نريد فقط أن نمر بالحياة بأسرع ما يمكن وبسهولة؟ وعلى الرغم من أننا نعلم أنه بدون مخاطرة لا توجد مكافأة، ما زلنا خائفين للغاية من فرصة تحقيق ذلك؟
أنا خائفة لأكون صريحة. ما زلت أفكر في أن الأمور لن تكون مختلفة في الجامعة. ما زلت لا أعرف ما أريد القيام به. لن أكون أكثر ثقة أو متأكدة من قراراتي. ما زلت سأختار الأصدقاء الخطأ وسأرغب في مواعدة الشبّان الخطأ.
إذن أجل. سأحب أن أسمع منك. أخبرني أنك مشغول جداً لتستمر على هذا الأمر أو أننا أصبحنا أكبر من أن نكون أصدقاء قلم، لكن أخبرني مرة أخيرة أنك تؤمن بي وأن كل شيء سيكون على ما يرام. أي شيء يبدو أفضل قادماً منك.

أنا لا أفتقدك ، ولا حتى قليلاً ،
-Ryen

ملاحظة: إذا اكتشفت أنك تتخلى عني بسبب سيارة أو فتاة أو أحدث لعبة لـ جي تي ايه ، سأقتلك.
╚━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━╝

بعد أن قمت بتغطية قلمي الحبر الفضي ، أخذت قطعة الورق السوداء وضغطت عليها إلى حضني قبل طيها إلى نصفين. و حشوها في الظرف الأسود المطابق، ثم التقطت عصا الشمع السوداء وأمسكتها واضعة إياها على طاولة سريري ، ثم اضاءت الفتيل بعود كبريت.

ثلاثة أشهر! 

عبست. لم يكن أبداً هكذا منذ فترة طويلة. يحتاج ميشا غالباً إلى مساحته ، لذا اعتدت على تعويذات عدم سماعي منه لفترة، لكن هناك شيئاً ما يحدث هذة المرة.

بدأ الشمع في الذوبان فحملته على الظرف ، وتركته يقطر فوقه. بعد أن أطفأت اللهب ، التقطت الختم وضغطت عليه فوق الشمع المذاب، وأغلقت الرسالة كي أرى الجمجمة السوداء الهائلة للختم تحدق بي.

إنها هدية من ميشا. لقد سئم من استخدامي لتلك التي حصلت عليها عندما كنت في الحادية عشر من عمري وهي ختم هاري بوتر جريفندور. 

أخته ، آني ، استمرت في السخرية منه عندما ترى رسالتي في البريد، و تصرخ بصوت عالي، 
"رسالة هوجورتس قد وصلت." 

فأرسل لي ختماً "رجولياً" أكثر ، وطلب مني استخدامه هو أو لا شيء على الإطلاق.

ضحكت، حسناً إذاً... 

عندما بدأنا في الكتابة لبعضنا البعض منذ سنوات، كان ذلك خطأً كاملاً. حاول مدرسونا في الصف الخامس إقران فصولنا كزملاء للقلم وفقًا للجنس المطابق لجعله أكثر راحة ، لكن اسمه ميشا واسمي ريان ، لذلك اعتقد معلمه أنني فتى ، واعتقدت أستاذتي أنه فتاة. 

لم نلتزم في البداية، ولكن سرعان ما وجدنا أن لدينا شيئاً واحداً مشتركاً. كل واحد منا لديه الآباء انفصلوا في وقت مبكر. غادرت والدته عندما كان عمره عامين، ولم أرى أو أسمع عن والدي منذ أن كنت في الرابعة من عمري. لا أحد منا يتذكرهم حقاً.

والآن بعد سبع سنوات ومع انتهاء المرحلة الثانوية تقريباً، أصبح صديقاً لي.

أثناء تسلق سريري ، وضعت طابع بريدي على الرسالة كي أضعها على مكتب البريد في الصباح. 

ميشا ، أين أنت بحق الجحيم؟ أنا أغرق هنا.

أظن أنه يمكنني استخدام جوجل إذا كنت قلقه. أو ابحث عنه على فيسبوك أو أذهب إلى منزله. إنه على بعد ثلاثين ميلاً فقط ، ولدي عنوانه ، بعد كل شيء.

لكن وعدنا بعضنا البعض. أو بالأحرى وعدته. 
إذا رأينا بعضنا البعض حيث نعيش ، ونلتقي بالأشخاص الآخرين الذين نتحدث عنها في رسائلنا ، فسوف يُدمر العالم الذي أنشأناه.

الآن ، ميشا لير ، بكل عيوبه ، مثالياً في رأسي. إنه يستمع الي ، ينصنحي ، يخفف الضغط عني ، وليس لديه أي توقع سيئ مني. يقول الحقيقة لي، ومعه هو المكان الوحيد الذي لا يجب علي إخفاء نفسي. 

كم من الناس لديهم شخص مثل هذا؟

وبقدر ما أريد إجابات ، لا يمكنني التخلي عن ذلك بعد. نحن نكتب لبعضنا منذ سبع سنوات. هذا جزء مني ، لست متأكدة مما كنت سأفعله بدون ذلك.
إذا بحثت عنه، فإن كل شيء سيتغير.

لا ، سأنتظر لفترة أطول قليلاً.

نظرت إلى الساعة، و رأيت أن الوقت قد حان تقريباً.
أصدقائي سوف يكونون هنا في بضع دقائق.

التقطت قطعة من الطباشير من الدرج على مكتبي، ومشيت إلى الحائط بجوار باب غرفة نومي و رسمت إطارات صغيرة حول الصور التي قمت بتلصيقها. هنالك أربع.

الأولى لي في الخريف الماضي في فريق التشجيع، وتحيط بي الفتيات المشجعات اللآتي يشبهنني تماماً. 

والثانية لي في الصيف الماضي في سيارتي الـ جيب ، مع أصدقائي مكدسين في ظهر السيارة.

أنا في الصف الثامن أحتفل باليوم الوطني ، وأبتسم وأتظاهر مع صفي بالكامل.

في كل صورة ، أنا في المقدمة. القائدة. التي تبدو سعيدة.

ثم هناك الصورة في الصف الرابع. قبل سنوات.
أجلس بمفردي على مقعد في الملعب ، مجبرة على الابتسام الشديد لأمي التي أحضرتني إلى الـ موڤي نايت في مدرستي. 

جميع الأطفال الآخرين يركضون حولنا، وفي كل مرة ركضت فيها وحاولت الانضمام إليهم، كانوا يتصرفون وكأنني لم أكن هناك. كانوا دائماً يركضون بدوني ولم ينتظروا لي أبداً. 
ولم يدرجوني في محادثاتهم.

الدموع انبثقت من عيني، ولمست الوجه في الصورة. أتذكر أن هذا الشعور وكأنه بالأمس. وكأنني كنت في حفلة لم تتم دعوتي إليها.

يالله ، كيف تغيرت.. كلياً.

"ريان!"
 سمعت شخص من المدخل.

استنشقت الهواء ومسحت دموعي بسرعة بينما أختي تفتح باب غرفتي وتفرج عن وجهها دون طرق. 
تظاهرت بالعمل على الحائط وهي تتجول حول الباب.

"وقت النوم"
 قالت.

"أنا في الثامنة عشرة!" 
، أشرت لها لعل تعليقي ينبغي أن يشرح لها كل شيء.

لم أنظر إليها. أعني حقاً؟ الساعة العاشرة ، وهي أكبر سناً مني بسنة. وأعلم أنني مسؤولة أكثر مما هي عليه.

أستطيع أن أشم رائحة عطرها ، ومن زاوية عيني أرى أن شعرها الأشقر قد تم تسريحة. عظيم. ربما يعني ذلك أن هناك رجلاً قادماً لغرفتها وهذا سوف يصرف انتباهها جيداً عندما أخرج من المنزل قليلاً.

"أمي راسلتني!" 
، قالت لي.
ثم أضافت سؤالاً،
 "هل انتهيتي من واجب الرياضيات؟"

"نعم."

"والمنهج الحكومي؟"

"لقد انتهيت من مخططي ،"
 قلت.
 "سأعمل على ورقة النهاية هذا الأسبوع."

"الإنجليزية؟"

"لقد نشرت تقييمي لـ بريڤ نيو ورد على جودريدز وأرسلت لأمي الرابط لتتفقده".

"ما الكتاب الذي اخترته بعد ذلك؟"

"فهرنهايت 451."

بدأت بالسخرية.
 "يا اللهي ، لديك مذاق ممل في الكتب."

"قالت أمي أن أختار الكلاسيكية الحديثة" ،
جادلت مرة أخرى
. "سنكلير ، هكسلي ، أورويل ..."

"أعتقد أنها تعني مثل ذا جريت جاتسبي أو شيء من هذا."

أغمضت عيني وأسقطت رأسي وأطلقت سراح شخير قبل أن أعده مرة أخرى.

خركت عينيها بتأفف.
 "أنتِ حقاً.. ".

"سافلة..."
 أكملت لها بتساؤل. 

تخرجت أختي العام الماضي وستذهب إلى الكلية المحلية بينما تعيش في منزلنا. إنه ترتيب رائع لأمي، التي تعمل كمنسقة للفعاليات وغالباً ما تكون خارج المدينة لحضور المهرجانات والحفلات الموسيقية والمعارض التي تعمل لديها. وهي لا تريد أن تتركني وحدي، لذا بقاء أختي معي يخدمها.

لكن بصراحة، ليس لدي أي فكرة عن سبب تولي كارسون المسؤولية. أحقق درجات أفضل منها وأبقى بعيدة عن المتاعب - على حد علمهم - كالجحيم أفضل بكثير منها.

بالإضافة إلى ذلك ، أختي لا تريدني سوى في السرير وان أبتعد عن طريقها حتى تتمكن من الحصول على وقتها مع أي شخص في طريقه إلى هنا الآن.

وكأنني سأقول لأمي.
وكأنني اهتم بذلك.

قالت وهي تضع يدها على خصرها:
 "أنا فقط أقول أن هذه الكتب كثيرة لتلف رأسك".

"ليس عليك أن تخبريني بذلك، كل هذه المفاهيم الكبيرة داخل عقلي الغبي. تكفي أن تجعلني أشعر بالغباء مثل كيس من الشعر المبلل."

ثم أكدت لها ،
" لكن لا تقلقي. سأخبرك إذا كنت بحاجة إلى مساعدة. الآن هل يمكنني الحصول على تسع ساعات من النوم؟ المدرب يأخذنا عبر الدائرة في الصباح."

نظرت إلى حائطي.
لا أستطيع أن أصدق أمي تتيح لك القيام بذلك في غرفتك"

ثم دارت حولها وسحبت الباب مغلقاً. 

نظرت إلى حائطي. لقد قمت بتزيينه باستخدام طلاء السبورة السوداء منذ حوالي عام واستخدمته للتلوين والرسم والكتابة في كل مكان. تنتشر كلمات ميشا على مدى واسع ، بالإضافة إلى أفكاري وخربشات صغيرة.

هناك صور وملصقات والعديد من الكلمات ، وكل شيء يعني شيئاً مميزاً بالنسبة لي. غرفتي كلها مثل هذا ، وأنا أحب ذلك. إنه مكان لا أدعو أحد إليه.

خصوصاً أصدقائي. سيقومون فقط برمي النكات عن أعمالي السيئة للغاية التي أحبها.

لقد تعلمت منذ زمن طويل أنني لست بحاجة إلى الكشف عن كل شيء بداخلي للأشخاص من حولي. إنهم يحبون الحكم المسبق على كل شيء، وأنا أسعد عندما لا يفعلون ذلك. يجب أن تبقى بعض الأشياء مخفية.

سمعت رنين هاتفي على سريري ، 
وتوجهت لأخذه.

[نحن في الخارج.] 
قرأت الرسالة

ضغطت بإصبعي على الشاشة، 
[سأكون في الخارج خلال دقيقة واحدة.] 

أخيراً. يجب علي الخروج من هنا.

عند إزاحة الهاتف جانباً ، قمت بإزالة شورت النوم لأسفل ساقي ، وتركت كل شيء يسقط على الأرض. اندفقت على كرسي جانبي وانتزع شورت جينز لأرتديه. و وضعت قميصيأبيض فوق رأسي ، متبوعاً بـ هوودي رمادي.

رن الهاتف مرة أخرى ، لكنني أهملته.

همست، أنا قادمة. أنا قادمة.

حشوت بعض النقود وهاتفي الخلوي في جيبي ، انتزعت على صندال قدماي ورفعت نافذتي و رميتهن بعيداً لأرسلهن محلقات فوق سطح الشرفة وصولاً إلى الأرض.

رفعت شعري في شكل ذيل حصان وتسلقت من النافذة. و تركت غرفة نومي صامتة ومظلمة كما لو كنت نائمة. أتخذت خطوات حذرة فوق السطح ، أشق طريقي إلى السلم على جانب المنزل ، وأتسلق إلى الأرض ، وعندما وصلت ألتقطت صندلتي ، و عبر العشب إلى الطريق الأمامي حيث تنتظرني رحلتي.

فتحت باب السيارة التي تنتظرني.

"هيه!" ، حيتني ليلى من مقعد السائق بينما أتسلق للركوب بجانبها. نظرت للوراء واكتشفت أن تان يجلس في المقعد الخلفي لذا حييته بأبتسامة.

أغلقت الباب، انحنيت كي تنزلق قدمي داخل صندلي، فارتجفت. "تباً. لا أستطيع أن أصدق كم الجو بارد. التمرين في صباح الغد سوف يكون سيئاً".

إنه أبريل ، لذلك ترتفع درجة الحرارة خلال النهار ، لكن درجات الحرارة في الصباح الباكر والمساء لا تزال تنخفض إلى أقل من خمسين. كان يجب أن أرتدي البنطال الطويل. 

"صندال؟" سألت ليلى ، تبدو في حيرة من أمرها.

"نعم ، نحن ذاهبون إلى الشاطئ." اجبتها، 

"كلا" ، تان أجاب من الخلف. "نحن ذاهبون إلى الكوڤ. ألم يخبرك تيري؟" 

نظرت فوق كتفي في وجهه. الكوڤ؟ 
"اعتقدت أنهم نشروا اخباراً لإبقاء الناس خارج ذاك المكان".

تجاهلني ، و رفع كتفيه بصمت.

"حسناً، إذا وقعنا في ورطة ، فأنتما أول من سأرمي التهمة عليه." قلت،

"هذا إذا لم نرميها عليك أولاً" ،
 غنت ليلى ، وهي تسير في الطريق.

تان ضحك من ورائي ، وهززت رأسي ، هذا ليس مسلياً حقاً. الأمر في كونك قائداً هو أن شخصاً ما يحاول دائماً تولي وظيفتك. كنت أمزح في تعليقي. لكن لا أعتقد أنها كانت كذلك.

ليلى وتان - أصدقائي. لقد عرفنا بعضنا البعض في جميع أنحاء المدرسة المتوسطة والثانوية ، وهما بمثابة بدلة الحماية المدرسية لي.

بالمناسبة أنا و ليلى في فريق المشجعات معاً. 

نعم ، قد يكونون غير مُريحين ، ويحدثون الكثير من الضجيج ، ولا يشعرون دائماً بالرضا ، لكنني بحاجة إليهم. لا أحد يريد أن يكون بمفردة في المدرسة الثانوية ، وإذا كان لديك أصدقاء - أصدقاء جيدون أو سيئون - فأنت لديك القليل من القوة.

المدرسة الثانوية مثل السجن بهذه الطريقة. 
لا يمكنك النجاة بمفردك.

"لدي أحذية في الخانة وراءك هناك ،"
ليلى أخبرت تان.
 "اجلبها لأجلها،"

تراجع تان ليبحث وراءه، عثر على حذاء واحد ورماه نحونا ومن ثم سلمني الآخر بمجرد العثور عليه.

"شكراً".
 أرتديت الحذاء وأنزلق صندالي بعيداً. 

أنا ممتنة للأحذية هذه. لأن الكوڤ سوف يكون مكاناً قذراً ورطباً.

"أتمنى لو كنت أعرف مسبقاً"
 قلت ، فكرت بصوت عالٍ.
"كنت سأحضر كاميرتي."

"ومن يريد التقاط الصور؟"
أجابت ليلى،
"اذهبي واعثري على منطقة صغيرة مظلمة عندما نصل إلى هناك وأجعلي تيري يعرف ماذا يعني أن يكون رجلاً."

استندت إلى مقعدي وألقيت إبتسامة. 
"أعتقد أن الكثير من الفتيات قمن بذلك بالفعل."

تيري بوروز ليس حبيبي ، لكنه بالتأكيد يريد الامتيازات كي يكون كذالك. لقد أبقيته بمسافة ذراع بعيداً مني منذ أشهر.

إنه على وشك التخرج مثلنا ، لديه كل شيء. الأصدقاء ، الشعبية ، والعالم يركع عند قدميه الثمينة ... ولكن على عكسي ، فهو يحب ذلك.

إنه يتنفس التكبر، مع دماغ بحجم حلوى المرشميلو. و جسد يظاهي الرجال الراشدين.

أغمضت عيني لمدة ثانية وتنفست. ميشا ، أين أنت؟ إنه الوحيد الذي يمكنني التنفيس عن معاناتي معه.

"حسناً" ،
تتحدث ليلى ببطء ، وتحدق من النافذة.
"لم يحظ بك ، وهذا ما يعجبه. لكنه لن يطاردك لفترة طويلة. لن يستغرق الأمر وقتاً طويلاً للانتقال إلى شخص آخر."

هل هذا تحذير؟ تطلعت إليها من زاوية عيني ، أشعر بأن قلبي بدأ بخوض سباق.

ماذا ستفعلي ليلى؟ اكتساحه وأخذه مني إذا لم أستسلم له؟ ستكونين فرحة في خسارتي عندما يتعب من الانتظار ويذهب إلى شخص آخر؟ هل هو فعلاً مع شخصاً آخر الآن؟ ربما أنتي؟

وضعت ذراعي على صدري.
 "لا تقلقي بشأني" ،
 قلت.
 "عندما أكون جاهزة ، سوف يركض نحوي. بغض النظر عمن يقضي وقته معها الآن".

ضحك تان بهدوء من المقعد الخلفي ، وهو دائما يقف إلى جانبي ومع ذالك ليس لديه أي فكرة أنني أتحدث عن ليلى.

لا يهمني إذا جاء تيري راكضاً الي أم لا. لكنها تحاول أن تجعلني طُعم له، وهي تعرف أفضل من أستفزازي.

أنا وليلى كلانا مختلفاتان للغاية. إنها تشتهي انتباه الرجال، وستقدم لهم دائماً ما يريدون ، سطحية و لا تمتلك مشاعر حقيقية لأي شئ. بالتأكيد ، إنها تواعد صديق تيري، جاي. لكن لن يفاجئني أن أراها تلاحق تيري أيضاً.

الفوز بالرجال يجعلها تشعر كأنها فوقنا جميعاً. لديهم صديقات ، لكنهم يريدونها. وهذا ما يجعلها تشعر أنها قوية.

حتى تدرك أنها تريد أي شخص آخر،
ثم تعود إلى حيث بدأت.

أما أنا من الناحية الأخرى؟ أنا ضعيفة. أريد فقط أن أنتهي من اليوم بأسرع وأسهل ما يمكن. بغض النظر عمن أسحق في طريقي للقيام بذلك. لقد تعلمت شيئاً ما بعد وقت قصير من التقاط تلك الصورة لي وأنا جالسة بمفردي على المقعد في الـماضي.

الآن لم أعد وحدي ، لكن هل أنا أكثر سعادة؟
مازال الحَكم بداخلي يُقرر.

احصد، احصد، احصد،
أنت لا تعرف أن كل ما عانيته هو ما زرعته.

ابتسمت متذكرة كلمات ميشا. أرسلها إليّ في رسالة ذات مرة لأخذ رأيي، وكان لها معنى كبير بداخلي.

"أنا أكره هذا الطريق".
 قال تان وصوته مليء بعدم الراحة. 

تركت أفكاري. ونظرت خارج النافذة لأرى ما يتحدث عنه.

تضيئ المصابيح الأمامية لسيارة ليلى كثقب في ظلام الليل و الأوراق على الأشجار ترفرف بهدوء، مما يظهر العلامة الوحيدة للحياة على هذا الطريق السريع الذي يشبه النفق. 

ظلام ، فارغ ، وصمت.

نحن على الطريق بين خليج ثاندر و بئر فالكون.
تحدثت مع تان. 
"الناس يموتون في كل مكان، ليس هنا فقط."

"لكن ليس بعمر الزهور،"
 قال وهو يتحرك بشكل غير مريح في مقعده.
 "ياللفتاة المسكينة."

قبل بضعة أشهر ، تم العثور على فتاة تدعى انستازيا جرايسون، وهي أصغر منا بسنة واحدة فقط ، على جانب هذا الطريق بالذات. لقد أصيبت بنوبة قلبية ، رغم أنني لست متأكدة كيف. فمثلما قال تان ، من غير المعتاد أن يموت شخص بهذه الصغر بنوبة قلبية.

لقد كتبت إلى ميشا حول هذا الموضوع ، لمعرفة ما إذا كان يعرفها ، لأنهم عاشوا في نفس البلدة ، ولكن كان ذلك في واحدة من الرسائل الكثيرة التي لم يرد عليها.

أخذت ليلى يميناً إلى شارع بادجر، وحفرت في خانة سيارتها الأمامية لتخرج أنبوب ملمع الشفاه. لذا قمت بأنزال النافذة لأخذ هواء البحر البارد الهادئ.

يستقر المحيط الأطلسي فوق التلال على الجانب الآخر بعيد عنا، لكنني أستطيع بالفعل شم الملح في الهواء. لم ألاحظ ذالك بالكاد لأننا نعيش أبعد من هنا، لكن عند المجيء إلى الشاطئ - أو الكوڤ ، وهو بالمناسبة مدينة ألعاب قديمة ومهجورة بالقرب من الشاطئ - يبدو وكأنه عالم آخر. تمر الرياح فوق وجهي ، ويمكنني أن أشعر تقريباً بالرمل تحت قدمي.

أتمنى لو أننا ما زلنا سنذهب إلى الشاطئ.

"جاي وصل هنا بالفعل" ،
أشارت ليلى ، وهي تتجه إلى موقف سيارات قديم شبه مهجور.

المصابيح الأمامية لسيارتها وقعت على سيارة جي ام سي زرقاء الخاصة بجاي، التي ركنها بشكل عشوائي لأن رسوم أشارت الركن قد تم محيها مع الزمن. 

قامت ليلى بإيقاف تشغيل المحرك والاستيلاء على هاتفها والمفاتيح أثناء خروجنا جميعاً من السيارة. أحاول أن أنظر عبر البوابات وحول مقصورات التذاكر المتهالكة لمعرفة ما يكمن وراء ذلك في حديقة الملاهي الواسعة هذه، لكن كل ما يمكنني رؤيته هو المداخل المظلمة ، وعشرات الزوايا ، والأرصفة التي تطول وتطول، والرياح التي تتدفق من خلال النوافذ المكسورة تبدو وكأنها همسات أشباح.

الكثير من الزوايا والاركان. الكثير من أماكن الاختباء.
قمت بسحب أكمام قميصي للأعلى، فجأة لا أشعر بالبرد الشديد. لماذا بحق الجحيم نحن هنا؟

بالنظر إلى يميني ، لاحظت سيارة فورد رابتور سوداء تجلس تحت غطاء من الأشجار على حافة موقف السيارات ، والنوافذ مظلمة. يبدو أن شخص ما في الداخل ايضاً؟

ارتعش عمودي الفقري ، وفركت ذراعي بقلق.
ربما أحضر أحد أصدقاء تيري و جاي سيارته الليلة.

"هوو ، هوو ، هوو" ،
 صوت ينادي ، يقلد البومة. ابعدت عيني بعيداً عن سيارة الرابتور ، ونظرنا جميعاً في اتجاه الضجيج.

"يا إلهي!"
انفجرت ليلى وهي تضحك. 
"يا رفاق أنتم مجانين!"

اهتز رأسي عندما صرخ تان وليلى صراخاً مشابهً، و ركضا نحو إحدى الألعاب عبر البوابة. على مدى نظري تقف الآلات ألعب الصفراء الجارحة على ارتفاع 50 قدماً فوقنا ، و بين لعبة سيارات الركوب القديم ، يقف حبيب ليلى ، جاي ، وصديقه برايس.

"هيا،"
قالت ليلى ، وهي تتسلق على سكة الحرس نحو لعبة دولاب الهواء 🎡.
 "دعونا نذهب لنرى."

"نرى ماذا؟" قلت، "الألعاب لا تعمل؟"

ركضت وتجاهلتني، أبتسم تان، 
"هيا".
وأخذ يدي وسحبني بعيداً عن ركوب لعبتهم.

تبعته ونحن نتجه إلى عمق الحديقة ، فتجولنا في الممرات الواسعة التي كانت قديماً مكتظة بحشود من الناس. أنظر يساراً ويميناً، تتدلى الأبواب ، وتهتز في النسيم ، وتلمع تحت ضوء القمر أسطح الزجاج الملقاة على الأرض أسفل النوافذ المحطمة. 

رأيت بركة من المطر تستقر على منصة لعبة الخيول وتغطي طلاءها.

أتذكر ركوب هذه اللعبة عندما كنت صغيرة. إنها واحدة من الذكريات الوحيدة التي لدي عن أبي قبل أن ينفصل عن والدتي.

تتلاشى صيحات وأصوات أصدقائنا بينما نستمر في المشي بعيداً عنهم في المنتزه ، حيث تتباطأ خطوتنا في الوقت الذي اتأمل به كل شيء من حولي.

كان هذا المكان ممتلئاً بالضحك وصراخ البهجة ، والآن أصبح مهجوراً ويترك للتحلل بمفرده ، وكل السرور الذي كان يحتويه منسياً.

منذ بضع سنوات قصيرة أغلق الكوڤ أبوابه، تاركاً وراءه كل هذا متأكلاً.

ولكن بغض النظر ، مهجور ومُهمل ، فهو لا يزال هنا. أستنشقت نفسًا عميقًا ، وأخذت رائحة الخشب القديم والرطوبة والملح.

مهجور ومُهمل ، ما زلت هنا ، ما زلت هنا ،
سأظل هنا دائماً...

ابتسمت، هناك أغنية كتبها ميشا، تناسب هذا المكان. 

أتجول خلف تان ، أفكر في كل الأفكار التي أرسلتها له عبر السنوات التي تحولت فيها إلى أغاني. إذا جعلته مشهور و ناجح، فهو مدين لي بالعوائد.

قال تان ، "هذا يدعو للحزن" ، وهو يتجول في أكشاك الألعاب السابقة ويترك يده ترعى الإطارات الخشبية. "أتذكر المجيء إلى هنا. لا يزال يبدو وكأنه على قيد الحياة ، أليس كذلك؟ "

هبت ريح الليل في الممرات الفارغة بين الأكشاك ، مرسلةً ملابسي ملتصقه بجسدي. يلتف الهواء حول ساقي عندما بدأت القشعريرة في الانتشار حول عنقي.

فجأة شعرت بأنني محاطة.
وكأنني بداخل قمع الإعصار العنيف.
وكأن أحدهم يراقبني.

عبرت ذراعي على صدري وأنا أستعجل السير بجانب تان. "ماذا تفعل؟" سالته ، محاولة تغطية مشاعر القلق لدي.

وقف عند مصراع أحد أكشاك الألعاب الخشبية ، محاولاً فتح بابها لكن ليس تماماً بسبب القفل الذي يجعله مغلقاً. "سأحصل على دمية محشوة لأجلك،" أجاب كما لو أنني يجب أن أعرف ذلك.

"هل تعتقد حقاً أنهم ما زالوا يحتفظون بالجواز هنا بعد كل هذه السنوات؟"

"حسناً ، إنه مغلق لابد من إخفاء شيئاً، أليس كذلك؟"

ضحكت ضحكة مكتومة و واصلت المشاهدة وهو يمسك بالجانبين بكلتا يديه ويتجه نحو الخلف ثم يرتد بقوة لدفعه.

رن صوت ليلى بعيداً، "جاي ، توقف!" تطلعت لأرى أن أشكالهم الداكنة ما زالت تتسلق الدولاب الهوائي🎡.
"آها!" ثم شخص آخر يضحك خلفهم.

تان تخلى عن دفع الباب وبدأ بفحص القفل ، كما لو كان بإمكانه فقط فتحه ، عندما أسقطت نظراتي ولاحظت ستارة مغطاة بالبلاط الأحمر والأبيض المغطى بالغرانيتي والمزخرفة أسفل الغالق في النصف السفلي من الكشك.

رفست قدمي برفق ، ورأيت الستار يفسح المجال وهو يتحرك ذهابًا وإيابًا ، مما يشير إلى مدخل للمخزن.
هلل تان بحماس عند رؤيتة له، 
"كنت أعلم أن هناك امراً."

"إذن اذهب واحضر لي دمية محشوة ،" طلبت بمزاح ، مما أعطاه ابتسامة صغيرة.

غطس على يديه وركبتيه ، وهو يغمغم و يزحف عبر المدخل الصغير الوحيد للمخزن. "حاضر سموكِ."

"استخدم هاتفك للنور!" صرخت عندما بدأ يختفي في الداخل.

"Duhhh" اجابني بسخرية

ضحكت على رده رغم قلقي. فمن بين كل شخص ادعوه صديق في المدرسة ، تان هو الأقرب إلى الحقيقية بكونه حقاً صديقي. ليس بمكانة ميشا بالطبع، ولكن قريب منها. لأنني لست مضطرة لتظاهر من حوله كثيراً.

الشيء الوحيد الذي يمنعني من التعلق به هو صداقته مع ليلى. لذا دوماً أتساءل إذا تخليت عن أمان دائرتي الصغيرة الهشة من الأصدقاء السيئين هؤلاء، هل سيأتي معي؟

بصراحة لا أعرف.

"لا يوجد دمى الدببة! لكن لديهم اشياء مطاطية للنفخ!"

مثل كرات الشاطئ؟

"هل ما زالوا قابلين للنفخ؟"
لكنه لم يجيب.

أتكأت على مقربة من المدخل الصغير ، وقربت أذني. "تان؟"

لم اسمع شي.

وقف شعر ذراعي وأنا أدعوه مرة أخرى ، هذه المرة بصوت أعلى. "تان؟ أنت بخير؟"

ولكن بعد ذلك ، التف شيء حول خصري فقفزت بفزع ، وأمتصصت أنفاسي عندما سمعت صوتاً عميقًا في أذني ، "مرحباً بك في كرنفال الكوڤ، يا فتاتي الصغيرة".

قلبي ينبض في أذني ، نظرت لأجد تيري يحمل مصباحاً تحت ذقنه. يضيء التوهج في وجهه ، مع التركيز على ابتسامته الشيطانية.

أحمق.

يبتسم من الأذن إلى الأذن. عند أسقط المصباح ، اندفع إليّ وبدون أن يمنحني متسع من الوقت لالتقاط أنفاسي انخفض ​​و رفعني عن قدمي ، ليرميني فوق كتفه.

"تيري!" صحت ، وأنا أشعر عظم كتفه يحفر في بطني. "انزلني!"

ضحك و صفعني على مؤخرتي بشدة، فشعرت بالضيق. 

"الآن!" صرخت ولكمته بقوة على ظهره.

واصل ضحكته وهو يعيدني إلى قدمي ، ويحتفظ بذراعه حول خصري.

"مممم ، تعالي هنا ،"

قال وهو يدفعني نحو جدار الكشك. "اتحاولين أن تسخري مني ، هاه؟" مفاصل ساقه تحاول سحق فخذي العاري بقوة. "أنتِ ترتدين تنورة التشجيع الصغيرة تلك في المدرسة ، حيث لا أستطيع أن ألمسك ، والآن عندما سأتمكن من ذلك أخيراً، ترتدين الشورت؟"

"ماذا؟" تظاهرت بالبراءة. "أتبدو ساقي مختلفة في تنورة؟"

"لا ، تبدو رائعة في كلتا الحالتين." أتكئ نحوي، والبيرة في أنفاسه تجعلني أشعر بالغثيان. "لا أستطيع أن اغمص يدي بزوج من السراويل القصيرة."

ثم حاول أن يثبت وجهة نظرة بوضع يديه على نهاية مؤخرتي.

طرقت يديه بعيداً. "نعم ، الأمر..." قلت. "أن الرجل الحقيقي لا يترك أي شيء يعترض طريقه. شورت أو بدون شورت."

عيناه سقطت على جسدي. 
"أريد أن أخذك في موعد."

"نعم ، أعرف ما تريد".

كان تيري يمزح لفترة بشأن هذا الأمر، وأنا أعرف بالضبط ما يدور في ذهنه، إنه ليس موعد عشاء وفيلم رومنسي. أعرف أنني إذا سمحت له بشبراً، فسوف يتمادى بميلاً. لذلك لن أستسلم له. لكنني لن أرفضه أيضاً. أعرف ما حدث لآخر فتاة قامت بذلك.

"أنتِ تريدينه أيضاً،" نظراته مازالت تحوم حولي، وكتفيه العريضين وصدره الصعب يمنعني من دفعه عني. "أنا أحصل دائماً على ما أريد. أنها مسألة وقت فقط." قال بثقة، 

هناك شيء يتحرك في ربلة الساق ، نظرت للأسفل في الوقت المناسب لرؤية تان يزحف من تحت كشك الألعاب. ابتعدت عن الطريق ودفعت تيري إلى الخلف ، ولاحظت أن تان يحمل شيئاً في يده.

"لقد حصلت على سيف" ، قال وهو يلوح بالقطعة البلاستيكية أمامنا.

"سأخبرك ماذا.. " قلت مشيرة إلى تيري بينما أتجول رابطة ذراعي بذراع تان. أكملت، 
"سأسمح لك بأخذ تان إلى المنزل... ".

تيري هز رأسه فوق كتفه، ونظر إليّ كأنني مجنونة.
"وبعد ذلك يمكنك اصطحابي إلى المنزل" أكملت جملتي، ورأيت تقوس حاجبه في اهتمام.

P.s: Tan is gay. 🙊

ستنتهي المدرسة في ستة أسابيع. يمكنني تزييف هذا لفترة أطول. لا أريد أن أخرج معه ، لكنني لا أريد أن أستيقظ غداً على شائعات سيئة ليست حقيقية في كل مكان على فيسبوك. 

يمكن أن يكون تيري بوروز وسيماً، لكنه يمكن أن يكون مخادعاً حقيقي أيضاً.

ظهرت الابتسامة في زاوية فمه ، وهو يستدير.

"كل ما عليك فعله هو الإمساك بي" ، أخبرته وأنا مازلت ممسكك بذراع تان. "لذلك عد إلى عشرين".

"اجعليه يعد إلى خمسة" علق تان ساخراً، 
"إنه لا يعرف يعد إلى العشرين".

معدتي اهتزت بضحكة ، لكنني كتمتها رغماً عني.
ابتسم تيري ، وحدق في وجهي وكأنني وجبة يريدها ولا شيء سيمنعه من الاستمتاع بها. ثم فتح فمه ، وبدأ يخطو ببطء نحونا. "واحد ..."

وعند هذا التحذير، ألتففنا أنا و تان متجهان نحو الجزء الخلفي من الحديقة.

كلانا يضحك ونحن نسابق الريح الكثيفة بأوراقها المبللة وفروعها المتساقطة.

"هنا!"
أمتص تان أنفاسه وأنا أتبعه وهو يغوص في مبنى صغير يبدو أنه كان مخصصاً للموظفين. عند دخولي في الظلام، أغلقت الباب ورائي فأخرج تان هاتفه ، ليضيء الغرفة بمصباحه ، وفعلت نفس الشيء.

الأرض مملوءة بالحطام، 
وهناك صوت قطرات ماء قادم من مكان ما.
لكننا لم نتوقف للاستكشاف. اتجه تان إلى شئ يشبه الدرج لكنها تصل إلى تحت الأرض. 

هذا غريب. الدرج يؤدي أدناه ، تحت الأرض؟ 

"أسفل هناك؟" تنفست وتطلعت بين الأعمدة الفولاذية الخضراء و رأيت فقط الظلام الأسود الداكن بالأسفل. زحف الخوف إلى داخلي، مرسلاً قشعريرة أسفل عمودي الفقري.

"هيا". تان بدأ في التقدم. "إنه مجرد نفق للخدمة. وهناك الكثير من المتنزهات التي تحتوي على مثل هذا."

توقفت مؤقتاً للحظة، و أنا أعلم جيداً أن أي شيء يمكن أن يعيش هناك. الحيوانات والمشردين ... الزومبيز.

"لقد اعتادوا على التحكم في الألعاب والرسوم المتحركة والأشياء الأخرى من هنا" ، يناديني وهو ينزل بضوءه. "إنها وسيلة للموظفين للتجول في الحديقة بسرعة بدل التنقل بين الحشد. هيا!"

كيف بحق الجحيم يعرف كل هذا؟ لم أكن أعرف أن للمتنزهات الترفيهية أنفاق تحت الأرض.

لكنني أستطيع أن أشعر بتهديد تيري وراء ظهري ، لذلك أخرجت نفس طويل متجهه إلى الأسفل بعد تان. 

"هناك أضواء في الأسفل هنا" ، قال وهو يصل إلى القاع ، فخرجت خلفه ، وألقيت نظرة فوق كتفه لمعرفة ما ينتظرنا.

تم بناء المسار الطويل الجوفي فقط من الخرسانة ، ونفق مربع بعرض حوالي 10 أقدام من جانب إلى آخر ومن أعلى إلى أسفل. هناك برك مياة مبعثرة ، ربما بسبب جريان الأمطار ، أو تسرب الأنابيب ، أو ربما تشققات الجدران التي تترك مياه المحيط تتسرب عبرها.

يلوح فراغ أسود في نهاية النفق ، مررت يدي إلى أعلى وأسفل ذراعي ، فجأة شعرت أن الجو بارد.

"من المحتمل أن تكون الأنوار متصلة بالمدينة".

"ربما."

سمعت باباً يُفتح ثم يُغلق وراءنا ، فقفزت وألقيت نظرة على الدرج ورائي لثانية واحدة قبل أن أضع يدي على ظهر تان وأدفعه للأمام.

"شِت" ، همست. "أهرب! أهرب! أهرب!"

ركضنا نسابق النفق المظلم ، وقلبي ينبض على صدري ونحن نمر بأبواب عشوائية والمزيد من الممرات المؤدية إلى جانبي الطريق الرئيسي الذي نركض فيه. أركض بكل ما أوتيت من قوة مع ذلك أشعر بابتسامة متحمسة على وجهي رغم خوفي.
ولا يسعني إلا أن أفكر إذا كان ميشا يطاردنا بدل تيري ، فلن يتعب نفسه. لكنه لن يخسر كذلك. وقد يجد طريقة ليهزمني بذكاء.

سمعت أصوات الأقدام خلفنا ، وألقيت نظرة وراء كتفي لأرى ضوءًا يتمايل أسفل الدرج. فأمسكت أنفاسي ، و التقطت قميص تان وانزلته معي إلى الغرفة على اليمين. بابها مفقود ، لذلك نحن نتأرجح في الداخل ونختبئ وراء الجدار ، ونتنفس بشدة ونحن نحاول أن نكون مستقرين.

"بحذر ، حبيبتي" ، قال تان. "أنتِ تتصرفين وكأنك لا تريدين أن يتم القبض عليك."

نعم ، لا أريد يقبض علي. 
ليس الأمر أنني لست منجذبة إلى تيري. إنه حسن المظهر و ذو بنية صحية ، فلماذا لا أكون كذلك؟

لكن لا. لن أكون واحدة من فتياته اللاتي تتحركنّ في قاعة المدرسة مرتديات تنورات مشدودة بينما يصفعهن في مؤخرتهن بفخر، ويربت أصدقاؤه على ظهره بحسد لأنهن أحدث كأس بطولة حاز عليه.

ضاقت عيني ، لاحظت أنينًا خافتًا بدلاً من ذلك. كما لو أن هناك بعوضة تنتشر حول الغرفة.

"هل تسمع ذلك؟" همست نحو تان.

لا أستطيع أن أرى وجهه ، لكن شكله الغامق ما زال كما لو كان يستمتع بما يحدث. ثم أراه يحفر في سرواله من أجل شيء ما. تمر لحظة ، ثم يلقي هاتفه وهجاً صغيراً داخل الغرفة ، وأستدير لأوسع عيني، عندها ظهر سرير ، وأغطية بيضاء ، وطاولة صغيرة.

بحق الجحيم؟

تحرك تان إلى أبعد من الغرفة ، واقترب من السرير. "إذن هناك حارس في الموقع. تباً."

"حسناً، إذا كان هناك حارس..." تحدثت وأنا أقترب منه و أدرس العناصر الموجودة أعلى الأوراق فوق الطاولة، 
"لماذا لم يطردنا عندما وصلنا إلى هنا؟"

تان حمل هاتفه ، ونظر في جميع أنحاء الغرفة ، بينما كنت أتفرج على الأشياء الموجودة على طاولة السرير والسرير نفسه. هناك أوراق مستقرة على وسادة ، وجهاز iPod مع سماعات رأس متصلة، وجهاز كمبيوتر محمول به قلم ملقٍ بجواره. ألتقطت دفتر الملاحظات وقلبته ، أرى ما يشبه كتابة رجل.

كل شيء سيحدث عندما يعلم الجميع، 
أين ستخفي عندما تكون مثاراً؟
كثيراً، من الصعب جداً، وقتاً طويلاً،
دعهم يأكلونك حتى لا تصلح لشئ.

لا تقلق شفتيك الصغيرة اللامعة،
ومذاقها - الذي لا يفقد نكهته.
أريد أن ألعقها ، بينما لا تزال تنضح مثلك.

ارتفع صدري وسقط في أنفاس ضحلة، 

أريد أن لعق ...

اللعنة. انتشر العرق البارد على ظهري كصورة لشفتي تهمس بهذه الكلمات على أذني. لم أكن أبداً جيدة في الشعر ، لكنني لا أمانع أكثر من هذا الرجل.

هناك شعور مألوف يقع على عاتقي أعيد قراءة ما كُتب.

هذا غريب! 

"حسناً" ، سمعت صوت تان ينعكس بجانبي ،
"هذا مخيف!".

"ماذا؟" سألت، مزيحة عيني بعيداً عن بقية القصيدة وحولت رأسي للنظر إليه.

تابعت إلى أين يضيء مصباحه ، و رأيت أخيراً الحائط. أدار تان الضوء على السطح بأكمله.

وحيد. 

مكتوبة بأحرف سوداء كبيرة ، و بطلاء بخاخي، كل حرف مرسوم بطريقة واضحة وكبيرة.

"حقاً مخيف،" كرر تان.

لانحدرت للخلف وألقيت نظرة خاطفة على الغرفة وأخذت كل شيء فيها.

بلى. هناك صور على الحائط مع وجوه مخدوشة ، شِعر غامض ، كلمات غامضة و محبطة مكتوبة على الحائط ...

ناهيك عن شخص ما ينام هنا. 
في هذا النفق المظلم المهجور.

الأنظار البعيدة لفت انتباهي فجأة فتبعتها ، مستلقية على مقربة من السرير. حملت سماعات الرأس وأمسكتها بالقرب من أذني.. 

تباً. على الفور أسقطت سماعات الرأس ، وتنفست من فمي.

"الموسيقى على قيد التشغيل" قلت بفزع. "أيا كان من ينام هنا فهو لم يغادر منذ مدة، علينا أن نذهب. الآن."

تحرك تان من المدخل ، وأنا تحولت عن السرير ، لكنني توقفت بعد ذلك. عدت الي دفتر الملاحظات و مزقت الورقة التي قرأتها قبل ق لي ل. ليس لدي أي فكرة لماذا أريد ذلك ، لكنني أريدها.

إذا كان شخصاً يعيش هنا ، فمن المحتمل أن لا يشعر بضياعها ، على أي حال ، وإذا فعل ذلك ، فلن يعرف إلى أين ذهبت هذه الورقة. 

"هيا بنا" أمرت تان ودفعته أمامي.

وقمت بطي الصفحة و وضعتها في جيبي الخلفي.
حملنت هواتفنا لنخرج من الغرفة ونستدير لليسار. ولكن عندها فقط أصطادني أحدهم بين يديه ، فصرخ بدون وعي.

"أمسكتك!" تفاخر بصوت ذكوري. 
"إذن ماذا عن هذه رحلة العودة الآن؟"

تيري.

انسحبت من قبضته بينما تقف ليلى ، جاي ، وبريس خلفه يضحكون.

تجاوزتهم، عائدة نحو الدرج متجاهلة الجميع. 

"ماذا نفعل يا رفاق هنا على أي حال؟" 
سمعت جاي يسأل ثم وكأنه فقد الصبر. 
"فلنخرج من هنا."

تقدم الجميع للأمام ، يتراجعون للخروج من النفق حتى اصبحوا أمامي، ألقيت نظرة أخيرة وراء كتفي ، عاد اللون الأسود ليغرق المكان والمدخل إلى الغرفة التي كنا فيها.

لا شيئ.

الزوايا المظلمة والظلال واللمعات الخفيفة من ضوء الفلورسنت التي تضرب برك الماء الصغيرة ... لا أرى شيئاً.

لكنني أتنفس بشدة ، غير قادرة على تجاهل الشعور الزاحف بداخلي. شخص ما هناك.

"لم يكن هذا هو النوع من المرح الذي كنت أفكر فيه عندما اقترحتم الكوڤ، يارفاق" ،
قالت ليلى ، وهي تندفع فوق برك المياه الصغيرة.

أعدت تركيزي أمامي، متجاهلة خوفي وأنا أسرع في خطواتي. "نعم ، حسناً ، لا تقلقي"
علقت بصوت عالٍ بما يكفي ليسمع الجميع.
"المقعد الخلفي لسيارة جاي ليس بعيداً، ربما تجدين بعض المرح هناك."

"كالجحيم أوافق."
صاح جاي ضاحكاً.

قاومت الرغبة في إلقاء نظرة أخرى على النفق المظلم. لكنني تسلقت الدرج مسرعة، ما زلت أشعر بوجود أحدهم هناك.

┈┄ ┉┅━ ✹ ━┅┉ ┄┈