•──────────•
╔━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━╗
عزيزي ميشا،
هل أخبرتك عن سري المخزي؟
لا ، إنه ليس مشاهدة مسلسل (تين مام) مثلك.
لا ، في الواقع ، الأمر أسوأ بكثير ، وأنا أشعر بالحرج قليلاً لأخبرك عنه. لكن أعتقد أن المشاعر السلبية يجب أن تُطلق. لمرة واحدة ، أليس كذلك؟
أترى ، هناك فتاة في المدرسة. أنت تعرف ذاك النوع. قائدة فريق المشجعات، الشعبية ، تحصل على كل ما تريده ... أكره أن أعترف بهذا ، خاصة لك ، لكن منذ فترة طويلة كنت أريد أن أكون هي، أن أكونها.
جزء مني لا يزال يفعل.
إذا قابلتها سوف تكرهها على الفور إنها كل شيء لا يمكننا تحمله. أعني ، متعجرفة ، سطحية ... النوع الذي لا تبقى لديه فكرة في رأسه لفترة طويلة، لقد فتنت دائماً بها، على الرغم من كل هذا.
ولا تُشقّر بعينيك نحوي. أستطيع ان اشعر بذالك.
هذا فقط ... بالنظر إلى كل صفاتها البغيضة ، فهي ليست بمفردها أبداً. أتعلم؟
أنا نوعاً ما أحسدها. حسناً ، أظنني حقاً أحسدها.
إنه شعور بغيض أن تكون وحيداً، أن تكون في مكان مليئ بالناس ومع ذالك يشعرون أنهم لا يريدونك بينهم. أن تشعر وكأنك في حفلة لم تتم دعوتك إليها. لا أحد يعرف حتى إسمك. لا أحد يريد ذلك. لا أحد يهتم.
هل يضحكون عليك؟ يتحدثون عنك؟ هل يحدقون بك وكأن عالمهم المثالي سيكون أفضل بكثير لو لم تكن هناك ، فأنت تشوه المنظر أمام أعينهم؟
هل هم فقط يريدونك ان تفهم التلميح بالفعل وتغادر حفلتهم؟
أشعر بهذا كثيراً و دائماً.
أعلم أنه من المثير للشفقة الرغبة في الحصول على مكان بين الآخرين ، وأنا أعلم أنك ستقول أنه من الأفضل أن تقفي بمفردك وأن تكوني على صواب من تقفي بين حشد من الناس وأن تكوني على خطأ ، ولكن ... ما زلت أشعر بالحاجة إلى ذلك طوال الوقت. هل شعرت بذلك مسبقاً؟
أتساءل عما إذا كانت تلك المشجعة تشعر هكذا أيضاً. عندما تتوقف الموسيقى ويذهب الجميع بيوتهم؟ عندما ينتهي اليوم ولن يكون لديها أي شخص للترفيه عن نفسها معه؟ عندما تزيل مكياجها ، وتقلع وجهها الشجاع لهذا اليوم ، أتبدأ الشياطين التي تحتفظ بها مدفونه بداخلها في اللعب معها عندما لا يكون هناك شخص آخر يلعب معها؟
لا أعتقد ذلك.
النرجسيون لا يعانون من عدم الأمان ، أليس كذلك؟
لأبد أن هذا رائع.
╚━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━╝
أهتز هاتفي الذي وضعته في الرف الأمامي من سيارتي، فنظرت بعيداً عن رسالة ريان الورقية للاطلاع على رسالة نصية أخرى في هاتفي.
اللعنة! أنا متأخر جداً.
لا شك في أن هؤلاء الرجال يتساءلون عن مكان وجودي الآن، وما زال محرك السيارة على بعد عشرين دقيقة من المستودع. لماذا لا يمكنني أن أكون لاعب الطبول الغير المرئي الذي لا يهتم به أحد؟
حدقت في كلماتها مرة أخرى، وأعدت الجملة في رأسي.
عندما تزيل مكياجها ، تقلع وجهها الشجاع لهذا اليوم ...
ضربني هذا الخط عند أول مرة قرأت فيها هذه الرسالة منذ بضع سنوات. ومئات المرات منذ ذلك الحين. كيف يمكنها أن تقول القليل جداً ومع ذلك الكثير؟
أعود وأكمل الجزء الأخير، وأنا أعلم بالفعل كيف ستنتهي الرسالة ولكن أحب أسلوبها والطريقة التي تجعلني أبتسم بها.
╔━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━╗
حسناً، علي الذهاب. ولكن ، نعم ، للإجابة على سؤالك الأخير، كلمات الأغنية تلك التي أرسلتها لي في المرة الأخيرة تبدو رائعة. اعتمدها ، وبالطبع لا أستطيع الإنتظار لقراءة الأغنية كلها.
تصبح على خير. نم جيداً.
على الأرجح سأتوقف عن كتابتيللك في الصباح،
Ryen-
╚━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━╝
طُلب منا أن نكتب لبعضنا البعض كجزء من مشروع للصف الخامس ، وأن يُقرن الطلاب في فصلها مع الطلاب في فصلي دراسي.
لكن بعد انتهاء العام الدراسي ، لم نتوقف. وعلى الرغم من أننا نعيش على بعد أقل من ثلاثين ميلاً من بعضنا البعض ونملك حسابات فيسبوك الآن ، فنحن إخترنا التواصل بهذه الطريقة لأنها تحافظ على الخصوصية.
وأنا لا أشاهد ( تين مام) بالمناسبة. أختي البالغة من العمر ستة عشر عاماً تشاهده ، وقد انسجمت معها، لمرة واحدة فقط. لست متأكداً من سبب إخبار ريان بذالك. أنا أعرف أفضل من إعطاءها ذخيرة لتستخدمها ضدي ، اللعنة.
أقفلت الرسالة، بحذر لأجل التجاعيد البالية من الورقة السوداء التي تهدد بالتمزق إذا قمت بفتحها وقراءتها مرة أخرى. لقد تغير الكثير في رسائلنا على مر السنين. الأشياء التي نتحدث عنها ، والمواضيع التي نتحدث عنها ، وخط كتابتها ... الكتابة التي تحولت من القلم الكبير الغير مصقول لفتاة تعلمت للتو طريقة الكتابة المنحنية، إلى خط امرأة واثقة تعرف من هي.
لكن الورقة لم تتغير أبداً. ولا حتى الحبر الفضي الذي تستخدمه. إن رؤية مظاريفها السوداء في كومة البريد على طاولة المطبخ تعطيني دائماً جرعة لطيفة من الأدرينالين.
بعد أن انزلقت الرسالة إلى صندوق القفازات الخاص بسيارتي، و بجانب عدد قليل آخر من المفضلات الخاصة برسائل ريان ، أخذت قلماً ، وجعلته يحوم حول المفكرة التي تجلس على حضني.
"أنشري شجاعتك ، على خط العينين والشفتين" ،
تمتمت تحت أنفاسي وأنا أكتب على الورق ، "ألصقي الشقوق وأطلي كل ماهو ممزق".
توقفت وأنا أفكر، أسحب شفتاي السفلية بين أسناني ، لأحرك الخاتم المثقوب على جانب شفتي السفلى.
"قليلاً هنا،"
غمغمت ، وكلمات تتجول في رأسي،
"لتغطية السواد تحت عينيكِ ، وبعض الوردي على خديك كخلق الأكاذيب".
دونت الكلمات بسرعة، خرابيش الدجاج على المفكرة بالكاد مرئية داخل السيارة المظلمة.
سمعت هاتفي يهتز مرة أخرى ، فتأففت.
"حسناً حسناً،"
أريد أن أتوقف عن كتابة النصوص اللعينة. ألا يستطيع زملائي في الفرقة استضافة حفلة بدون حضوري لمدة خمس دقائق؟
أضع القلم على الورق مرة أخرى ، محاولاً إنهاء فكرتي ، لكني توقفت لأبحث في دماغي. ماذا كان الجحيم بعد ذلك؟
قليلا هنا لتغطية السواد تحت عينيكِ ...
أغمضت عيني، لأكرر الجملة مراراً وتكراراً ، في محاولة لتذكر الباقي.
أخرجت نفساً من رئتي. اللعنة ، لقد ذهبت.
وضعت القلم بين المفكرة،
وقذفتها على مقعد الراكب بجانبي.
فكرت في رسالتها الأخيرة. التي قرأتها البارحة.
يمكن أن تطلب ما تريده!
حسناً، ماذا عن مكالمة هاتفية إذن، ريان؟ دعيني اسمع صوتك لأول مرة؟
لكن لا. ريان تحب الحفاظ على وضع صداقتنا الحالي. وهذا ناجح ، فبعد كل شيء لماذا نخاطر بفقدانها عن طريق تغيير طريقة تواصلنا؟
وهي على صواب ، على ما أعتقد.
ولكن ماذا لو سمعت صوتها وأصبحت رسائلها أقل خصوصية؟ سأتخيل شخصيتها من خلال كلماتها.
من شأن كل شئ أن يتغير إذا سمعت نبرتها.
ولكن ماذا لو سمعت صوتها وأحببته؟ ماذا لو أن ضحكتها في أذني أو تنفسها في الهاتف يطاردني بنفس قدر كلماتها ، وأظل أريد المزيد؟
أنا بالفعل مهووس بما فيه الكفاية مع رسائلها. ولهذا السبب أنا جالس في سيارتي في موقف سيارات فارغ، أقوم بإعادة قراءة واحدة من. رسائلها القديمة، لأنها تلهم موسيقاي.
إنها مصدر وحي بنسبة لي، ولابد أنها تعلم ذالك الآن. لقد كنت أستخدمها كناقدة لسنوات، وأرسل كلمات أغانيَّ لتقرأها.
رن هاتفي، فنظرت لرؤية اسم داين يطالب بالرد على مكالمته بألحاح.
انتزعت الهاتف.
"ماذا؟"
"أين أنت؟"
"أنا في طريقي."
بدأت بتشغيل السيارة.
"لا ، أنت تجلس في موقف السيارات لتكتب كلمات الأغاني مرة أخرى ، أليس كذلك؟"
أنهيت المكالمة قبل أن أجيبه، وقذفت هاتفي على مقعد الراكب بجانب المفكرة.
حسناً تساعدني القيادة على التفكير. لا يحتاج داين إلى تمزيق مؤخرتي فقط لأنني لا أستطيع مساعدة نفسي عندما تضربني الأفكار.
سحبت إلى الشارع، متجهاً إلى المستودع القديم خارج بلدتنا. حيث تستضيف فرقتنا حملة لجمع الأموال لأجل جولتنا الصيفية التي ستحدث في غضون بضعة أشهر، وعلى الرغم من أنني اعتقدت أنه ينبغي علينا فقط إنشاء بعض العربات المتحركة كي نؤدي حفلاتنا عليها - ربما كفريق واحد أو مع بعض الفرق المحلية الأخرى - لكن داين أعتقد أن شيئاً مختلفاً سيرسم لنا حشد أكبر.
سنرى ما إذا كان على حق.
الهواء البارد في شهر شباط / فبراير يمر من خلال كنزتي ، فقمت بتشغيل جهاز التسخين.
هذا هو الطريق إلى بلدة فالكون ويل حيث تعيش ريان. إذا تابعت القيادة سأمر بالمستودع القديم، ومن ثم سأمر بجانب الكوڤ وهي مدينة ملاهي مهجورة - وفي النهاية ، سأصل إلى بلدتها.
مرات كثيرة منذ أن حصلت على رخصتي ، أُغريت بالقيادة إلى هناك ، لأن فضولي ارهقني ، لكنني لم أفعل ذلك أبداً. كما قلت ، لا يستحق الأمر المخاطرة بفقدان ما لدينا. مادامت توافق على ذلك أيضاً.
ملت قليلاً إلى مقعد الراكب وأخرجت المفكرة والأوراق الأخرى بعيداً ، أبحث عن ساعتي. لقد تركتها هنا بالأمس عندما غسلت الجزء الخارجي من السيارة، إنها واحدة من الأشياء الوحيدة التي أتعامل معها بحرص. إنها إرث عائلي.
نوعاً ما!
وجدتها وأمسكت عجلة القيادة ، وأغلقت الكفة السوداء من الجلد حول معصمي بقطعة زمنية مدرجة بين قوسين. لقد كانت لجدي الأكبر قبل أن ينقلها إلى جدي التالي في حفل زفافه ، ليمنحها لابنه البكر بعدها. وفي النهاية ، تنازل والدي عنها في العام الماضي لي، فقط لأدرك عندها أنه فقد القطعة الدائرية الأصلية واستبدلها بآخرى مزيفة.
ساعة جيغار العتيقة التي كانت في العائلة لمدة ثمانين عاماً. فقدها!
سأجدها ولكن حتى ذلك الحين ، أنا عالق بقطعة من الفضلات تجلس في مكانها، على الجلد الخاص جدّي.
خلال الطريق، رأيت جسداً يتحرك على طول الطريق ، شعر ذيل الحصان أشقر، وسترة سوداء ، وأحذية الجري النيون زرقاء اللون التي لا تخطئها العين.
لابد انكِ تمزحي معي!
سقطت المصابيح الأمامية لسيارتي على ظهر أختي ، مضيئة المكان في الليل المظلم. حركت رأسها على كتفها قليلاً، وأخيرا لاحظت وجود شيئاً ما وراءها.
استرخى وجهها عندما أدركتني ، ابتسمت لي و واصلت الركض.
واضعة سماعاتها اللعينة في أذنيها، أيضاً.
احتياطات السلامة رهيبة لديكِ، آني.
قمت بإبطاء السيارة ، وانزلت نافذة جانب الراكب ، انحنيت نحوها لتسمعني،
"أتعرفين كيف يبدو شكلك؟"
قلت بإنزعاج وشددت قبضة يدي حول عجلة القيادة.
"حلوى لذيذة لأي قاتل سفاح!"
ضحكت ضاحكة صامتة ، تهز رأسها وتسرع ، مما يدفعني إلى فعل ذلك أيضاً. قالت:
"هل تعرف أين نحن؟ إننا على الطريق بين خليج ثاندر وبئر فالكون. لا يوجد أحد على هذا الطريق. أنا بخير ".
ثم رفعت حاجباً في وجهي.
"تتصرف مثل أبي."
عبست في إشمئزاز. "اولاً، أنا على هذا الطريق ، لذلك لا ، ليس فارغاً. و ثانياً، لا تهزي رأسك في وجهي لمجرد أنك الشخص الوحيد الغبي بما يكفي للركض في منتصف أي مكان في الليل ، وأنا لا أريد أن يتم اغتصابك وقتلك. ثالثاً، هذا لا مبرر له. أنا لا أتصرف مثل أبي ، لذلك لا تستخدمي هذه النقطة مثل ذلك مرة أخرى."
أصر صوتي عليها مُلحاً،
"الآن اصعدي إلى السيارة اللعينة."
إنها تهز رأسها مرة أخرى.
تماماً مثل ريان ، تحب أن تضايقني.
آني هي شقيقتي الوحيدة ، وعلى الرغم من علاقتي الأقل من الجيدة مع والدنا ، إلا أنني أتفق معها بشكل جيد.
إنها تواصل الركض والتنفس بقوة ، لاحظت الأكياس تحت عينيها والنظرة الغارقة في وجنتيها. أردت بشدة في توبيخها ، لكني أمسكت غضبي مرة أخرى. أنها تعمل بجد ، حتى وهي بالكاد نائمة.
"هيا لا تختبري صبري،"
قلت بهدوء مصطنع.
"حقاً ، ليس لدي وقت لهذا".
"إذن ماذا تفعل أنت هنا؟"
نظرت إلى الطريق الفارغ للتأكد من أنني لا أتأرجح.
"لدي حدث المستودع الليلة. عليّ الظهور. لماذا لا تكوني على مضمار مضاء جيداً في المتنزه مع سلامة أكثر من عشرين راكضاً آخر حولك؟ هاه؟"
"توقف عن رعايتي."
"توقفي عن فعل أشياء غبية" ،
ارتفع صوتي.
أعني ، ما الذي تفكر به بحق الجحيم؟ من السيئ أن تكون هنا لوحدك أثناء النهار ، ولكن في الليل؟
أنا أكبر منها بعام ، وسأتخرج في هذا الشهر من مايو من دراسة الثانوية، ولكن عادة ما تكون آني هي المسؤولة والأكثر حرصاً مني.
وهذا يذكرني.
"مهلاً!"
تذمرت،
"هل أخذتي 60 دولاراً من محفظتي هذا الصباح؟"
لاحظت فقدانها عندما أخرجت مالي بالأمس. لم أقم بإنفاقها ، وهذه هي المرة الثالثة التي تختفي بها نقودي.
وضعت آني التعبير الحزين البالغ من العمر عشر سنوات على وجهها، أنها تعرف أن هذه الطريقة تنجح معي. "كنت ذاهبة للتسوق لبعض لوازم المشروع العلمي ، وأنت لا تنفق أموالك عادتاً. لذا لا يجب أن نضيعها سدى."
هي تعلم أن بإمكانها أن تطلب من والدنا المزيد من المال. أنها ملاكه الصغير ، لذا سيعطيها أي شيء تريده.
لكن كيف أكون غاضباً منها؟ إنها تستمتع بوقتها، وهي طفلة سعيدة. وسأفعل أي شيء يمكنني فعله لجعلها أكثر سعادة.
ابتسمت نحوي وهي تركض منقطعة النفس، لكنها اقتربت فجأة من إطار نافذتي. "هل يمكنك أن تجلب لي بيرة باردة كالثلج عند عودتك إلى المنزل من المستودع؟ نظراً لأننا نعلم أنك ستستمر في البقاء هناك لمدة خمس دقائق فقط ما لم تجد فتاة جميلة لتحثك على أن تكون اجتماعياً فجأة ومن العدم، أليس كذلك؟"
ضحكت على نفسي. غبي.
"جيد، اركبي إذن، ويمكنك الذهاب إلى محطة الوقود معي لأخذ ماتريدين من هناك. ماذا عن ذلك؟"
"وبعض الكاراميل" ،
أضافت، متجاهلة طلبي.
"أو أي شيء مطاطي لذيذ."
ثم ابتعدت عن إطار نافذتي لتركض بوتيرة أسرع في الشارع بعيداً عني.
" آني!"
ضغطت على الغاز ، ولحقت بها.
"الآن."
نظرت وراءها في وجهي.
"ميشا ، سيارتي هناك أنظر."
نظرت بعيداً عن الطريق إلى حيث أشارت ورأيت أنها على حق. ركنت سيارتها الـ ميني كوبر الزرقاء على الرصيف الأيمن في انتظارها.
قالت لي:
"أراك في المنزل".
"هل انتهيت من الركض إذن؟"
"Yessssss."
انحنى رأسها في إيماءات درامية.
"سأراك عندما تعود إلى المنزل ، حسناً؟ اذهب للحصول على البيرة الباردة والحلوى لأجلي."
منحتها ابتسامة مازحة.
"أتمنى لو أستطيع ذلك ، لكن ليس لدي مال."
"أراهن أن لديك مئات من الدولارات حول هذه السيارة خاصتك".
غمزت نحوها. نعم هذا أنا الأخ الأكبر ، الأكبر الذي لا ينظف فوضاه بعد نفسه ويأكل كعك جبن الموتزاريلا على الفطور.
ضغطت على الغاز بقوة هذة المرة وأسرعت على الطريق ، لكنني سمعت صراخها ورائي.
"وبعض رقائق الشيبس أيضاً!"
رأيتها في مرآة الرؤية الخلفية، يديها تؤطر فمها بينما تصرخ. لذا ضغطت على البوق مرتين ، لأخبرها بأنني سمعت صوتها، وأسرعت إلى الأمام حتى وصلت إلى سيارتها و توقفت أمامها.
رأيتها تهز رأسها في المرآة ، وكأنني أنا المتعجرف جداً هنا، لأنني لن أذهب حتى تكون في سيارتها بأمان.
عذراً ، ولكن نعم. لن أترك شقيتي الجميلة ، البالغة من العمر ستة عشر عاماً ، على طريق مظلم في الساعة العاشرة ليلاً.
سحبت مفاتيحها من جيب سترتها ، وفتحت الباب ، نظرت إليّ قبل أن تركب. وعندما رأيت المصابيح الأمامية مضاءة، وضعت سيارتي للتأهب مرة أخرى للذهاب أخيراً.
متجهاً إلى الطريق نحو المستودع المهجور. تلاشت المصابيح الأمامية خاصتها من الرؤية في مرآتي أثناء مروري فوق تلة صغيرة ، فزحف القلق إلى صدري. لا تبدو سليمة. لا أعتقد أنها مريضة ، لكنها تبدو شاحبة ومتعبة.
فقط اذهبي للمنزل و خذي السرير، آني. وتوقفي عن الاستيقاظ في الساعة 4:30 في الصباح ، واحصلي على ليلة كريمة من النوم.
إنها المثالية من بيننا. نجمة فريق كرة الطائرة في مدرستنا، ومدربة فريق كرة القدم للفتيات الصغيرات، ناهيك عن الأندية والمشاريع الإضافية التي تنفذها ...
تغطي جدران غرفة نومي ملصقات و أوراق سوداء من رسائل و كلمات اغاني في كل مكان. بينما تغطي جدرانها رفوف الجوائز والميداليات.
لو أن الجميع يستطيعون الاستفادة من الطاقة التي يبدو أنها تمتلكها.
سحبت القيادة نحو الطريق المغطى بالحصى ، حول بضعة أدوار ونظرت إلى الأمام ، محاطاً بأشجار داكنة المبنى الضخم يقف شاهقاً أمامي. لقد تحطمت معظم نوافذه، ويمكنني بالفعل رؤية الأضواء وظلال الأشخاص المتجولين بداخله.
أعتقد أنهم اعتادوا على إنتاج الأحذية فيه أو شيء من هذا، ولكن بمجرد أن أصبح خليج ثاندر مجتمعاً ثرياً خاص بالأغنياء، تم نقل الإنتاج إلى المدينة، مما أبقى الضجيج والتلوث بعيداً عن آذان وأنوف سكانه الهشة و الرُقاق.
لكن المستودع ، على الرغم من وقوعه في الخراب ، لا يزال له استخداماته. النيران ، الحفلات ، ليلة الشيطان ... إنها مساحة للفوضى الآن ، وهذه الليلة هي ملكنا.
بعد إيقاف سيارتي وأقفلها ، كنت أكثر حرصاً بحماية رسائل ريان ومذكراتي أكثر من محفظتي التي بداخلها.
اتجهت نحو المدخل ولكن مرة واحدة في الداخل ، لا أتوقف عن النظر حولها. يلعب مربع المطرقة من قبل الشبح وأنا نسج من خلال الحشد وجعل طريقي للزاوية حيث أعرف أنني سوف أجد بقية الرجال. هم دائما ينتزعون المقاعد هناك عندما نحتفل هنا.
"ميشا!"
شخص ينادي.
نظرت بأبتسامة إلى رجل يقف مع رفاقه بالقرب من العمود ملوحاً لي. هناك بعض الأيادي تربت على ظهري وقليل من الناس يقولون مرحباً، ولكن في الغالب أرى أن الجميع يتحركون مستمتعين، يضحكون أعلى من الموسيقى بينما تضيء شاشات الهاتف الهواء وأصوات الصور تلتقط من حولي.
أعتقد أن داين كان على حق يبدو أن الجميع يحبون هذا الحدث.
وجدت الرجال بالضبط في المكان الذي توقعته ، يجلسون على الأرائك في الزاوية. منشغلاً داين بـ الآيباد، ربما يدير الحدث عبر الإنترنت. بينما يرفع مالكولم سيجارة إلى فمه ويضيء الجذع.
"حسناً، أنا هنا." ملت إلى الطاولة وألتقطت كبلات الجيتار التي وضعها أحدهم في شراب مسكوب ، لأعيدها على الأريكة. سألت "أين تريدني؟"
"أين تظن؟" عازف الطبول ، مالكولم أجاب. يصب الدخان من فمه وهو يشير برأسه إلى الحشد ورائي. "يريدونك أيها الفتى الجميل. قم ببعض الجولات بين الحشود"
ألتقطت نظرة وراء كتفي.
"حسناً، لا".
إن الاستيقاظ والغناء أو العزف على الجيتار شيء أجيده. لدي وظيفة لذلك ، وأنا أعرف ما يجب القيام به.
لكن هذا؟ إلهاء الناس الذين لا أعرفهم لأجل جمع المال؟ نعم نحن بحاجة إلى المال ، ولدي موهوبة تحتاج ذالك، لكن المحادثة مع الغرباء ليست واحدة منها. أنا لا أختلط بسهوله.
أخبرتهم
"سأقوم بالحراسة".
"نحن لا نحتاج إلى حراسة."
وقف داين، وهناك ابتسامة على وجهه.
"أنظر إلى هذا المكان. كل شيء رائع."
إنه يسير نحوي، وكلاهما يتحولان إلى النظر إلى الجمهور. "استرخ واذهب للتحدث إلى شخص ما. هناك أطنان من الفتيات الجميلات هنا".
ربطت ذراعي فوق صدري. ربما، لكنني لن أبقى طويلاً الليلة، كلمات تلك الأغنية لا تزال في رأسي، وأريد أن أنهيها.
داين وأنا شاهدنا الحشد معاً، فرأيت أشخاص يحملون بطاقات التقطوها عند الباب. كل واحد لديه العديد من المهام في البطاقة عليهم استكمالها.
مثلاً:
الحصول على صورة لهرم من ستة أشخاص.
الحصول على صورة لرجل مع أحمر الشفاه.
الحصول على صورة لك تُقبل شخص غريب.
وهناك بعض المهام التي تصبح أكثر قذارة من هكذا.
حسناً، يجب عليهم تحميل الصور على فيسبوك ، ووضع إشارة لصفحة فرقتنا، وسنختار فائزاً عشوائياً للفوز ... بشيء ما. لقد نسيت ما هو. لم أكن مهتماً.
"كيف حالك؟" سأل داين.
"والدك مرة أخرى؟"
"أنا جيد."
توقف عن السؤال، وأنا أعلم أنه يريد أن يدفع أكثر في الأمر، لكنه لم يسمح لنفسه بذالك.
"حسناً ، كان عليك أن تحضر آني معك. ستحب هذا الحدث".
"أختي خارج حدود هذا. هل فهمت؟"
"مهلاً ، لم أقل أي شيء." قال وهو يختلق البراءة ، وابتسامة مغرورة على وجهه. "أعتقد أنها تبذل جهد في دراستها لذا يمكنها استخدام بعض المرح."
صححته. "آني على مسار جيد ولا تحتاج إلى انحرافات. لديها مستقبل مشرق أمامها".
"وأنت لا تفعل؟"
وقفت صامتاً،
وظل داين هادئاً للحظة ، ربما يتساءل عما إذا كنت سأجيب ، ولكن مرة أخرى يغير الموضوع فقط.
"حسناً، إذن أنظر هنا،" قال وهو يميل ليمسك الـiPad ثم مرره لي. "لقد تم بالفعل تسجيل 400 شخص. يتم نشر مقاطع الفيديو والصور والمئات من الإشارات حالياً وبعض الناس يبثون مباشر على ملفاتهم الشخصية ... هذا أفضل مما كنت أتخيله. الظهور بالفعل يؤتي ثماره. لقد تضاعفت مشاهدات مقاطع الفيديو على يوتيوب أربع مرات في هذه الليلة."
أطلعت على الشاشة ، لاحظت اسم الفرقة مع وجود الكثير من الصور تحته. يرفعون المشروبات في الهواء ، وتبتسم الفتيات ، وبعض أشرطة الفيديو تتحرك بينما يمر بأصابعة لتقليب الصفحة.
"لقد قمت بعمل جيد." تطلعت خلفي متأملاً المستودع. "يبدو أن الجولة يتم تمويلها بنجاح."
أخبرته "تعال غداً إلى منزلي، لدي بعض الكلمات التي أريد تجربتها."
أجاب: "جيد. الآن أصنع لي معروفاً واذهب للأسترخاء، من فضلك. تبدو وكأنك في دورة شطرنج."
نظرت إليه بتأفف وسحبت الآيباد من يديه و سمحت له بالعودة إلى الحفل.
إنشغلت بصفحة الفرقة، وقمت بتمرير على منشوراتها وتعرفت على الكثير من أسماء الأصدقاء وزملاء الدراسة الذين ظهروا لدعمنا.
هناك الكثير من الصور ومقاطع فيديو ، وأنا لا أعرف كيف سيقوم داين بالفرز من خلال كل هذا غداً. ولاني أعرفه جيداً، فإن الفائز لن يكون عشوائياً وعادلاً على الإطلاق. بل سيختار مجرد أفضل فتاة جميلة في الصور.
استمريت بالتمرير لأسفل، لأشاهد مقطع فيديو أشتغل للتو، تابعت المشاهدة عندما أخذت فتاة مسدس بارز، لتوجهه للأعلى وبعيداً عن نفسها ، ثم ترش الماء. فيصعد ثم يسقط مرة أخرى مثل نافورة.
وهي تؤدي حركة رقص صغيرة مثيرة وتضحك نحو الكاميرا. "أنا أقف في نافورة!".
لكن أحد السقاة انتزع المسدس من يد الطفلة وأعاده إلى مكانه في البار ، وهو يتأمل منظرها المزعج.
سمعت ضحكة هادئة من الجانب الآخر من الكاميرا.
فتاة النافورة تصل إلى الهاتف. "حسناً، هذا كان محرجاً. أعطني هذت أحتاج إلى تعديله قبل نشره".
"آوه ، آوه" ،
الصوت الأنثوي وراء الكاميرا يتلاعب بينما تتراجع مبتعدة.
لكن فتاة النافورة تضحك و تصرخ معاً،
"ريان!"
ثم سمعت ضحكة أخرى وينتهي الفيديو.
وقفت أحدق في الآيباد ، قلبي بدأ ينبض ببطء في صدري.
ريان؟
الفتاة وراء الكاميرا تدعى ريان؟
لا ليست هي. لا يمكن ذلك. هناك أطنان من الفتيات اللاتي ربما يحملن هذا الاسم. لن تكون هنا، مستحيل!
لكنني نظرت إلى الفيديو ، و إلى الأسماء التي أشارت لها في الجزء العلوي من المشاركة. لقد وضعت إشارة للفرقة وبعض الأشخاص الآخرين ، ولكنني نظرت بعد ذلك إلى اسم الشخص الذي نشرها.
ريان تريفارو.
استقام ظهري تلقائياً، صدري يرتفع ويهبط مع الأنفاس الضحلة.
يا إلهي!
تباً! نظرت على الفور ، غير قادر على منع نفسي من مسح الحشد ، والانجراف من وجهاً لوجه.
أي واحدة من هؤلاء الفتيات يمكن أن تكون هي.
هي هنا؟ ما اللعنة؟
نظرت إلى شاشة الآيباد مرة أخرى ونقرت إصبعي فوق اسمها ، متردداً.
سبع سنوات عرفتها، لكنني لم أر وجهها أبداً. إذا بحثت عنها الآن ، فليس هناك مجال للتراجع.
لكنها هنا. لا أستطيع أن أتوقف عن البحث عنها. ليس عندما أعلم أنها يمكن أن تكون قريبة جداً مني.
نحن لم نقسم أبداً أننا لن نبحث عن بعضنا على فيسبوك. قلنا ببساطة إننا لن نتواصل على شبكات التواصل الإجتماعي. أعلم أنها بحثت عني مسبقاً. و ربما أنها تبحث عني الآن ، وتعرف إسم الفرقة التي أنتمي إليها، و تدرك أن هذا حدثنا. ربما هذا هو سبب وجودها هنا.
اللعنة، ضغطت على اسمها و وقفت متجمداً عندما ظهر ملفها الشخصي.
ثم رأيتها.
ظهرت صورتها، توقفت عن التنفس للحظه.
يا إلهي!
أكتاف رفيعة تحت شعر بني فاتح اللون طويل. وجه دائري مع شفاه وردية كاملة ونظرة جريئة في عينيها الزرقاء الساطعة.
بشرة متوهجة وجسد جميل.
هذا ما بدا لي، على أي حال!
تركت رأسي يتراجع بعيداً عن وجهها و أخذت نفساً طويل. تباً لكِ، ريان تريفارو.
لقد كذبت علي.
حسناً، لم تكذب تماماً، لكنني.. اللعنة.. على الانطباع الذي أخذته من رسائلها، أنها لم تشبه ما أراه.
سخن جسدي، وبدأت أبحث سريعاً في ملف تعريفها، أبحث عن بعض الأفكار - أي فكرة - أن ليست هذه هي.
أتمنى أن لا تكون كذالك. أتمنى أن تكون مجرد حلوه، محبوبة اجتماعياً، خجولة، وكل شيء أحبه منذ سبع سنوات. لا أن تتعقد الأمور من خلال كونها مثيرة.
لكن كل شيء هنا.
كل دليل يؤكد أنها ريان.
ريان خاصتي.
يمكنني التأكد من إشارة جالو ومكان البيتزا المفضل والأغاني التي تستمع إليها والأفلام التي تشاهدها وكل شيء يتم نشره من أحدث إصدار جهاز آيفون. وهو أكثر شئ مفضل تمتلكه في العالم.
تباً.
أطفاءت جهاز الآيباد وابدأت بتأمل الأشخاص أثناء التسلل عبر الحشد. برزت الموسيقى من مكبرات الصوت في كل مكان، وأنا أضغط فكي في محاولة لتهدئة دقات قلبي المتسارعة.
شعرت بأحدهم ينقر كتفي من الوراء،
عندما التفت للمواجهة
"مرحباً!"
وقفت فتاة النافورة من الفيديو أمامي ، على بعد بضعة أقدام.
وبجوارها ...
وقعت عيناي على ريان، أعرف أن صديقتها تحدثت للتو معي، لكنني لا أهتم. ريان تقف بهدوء بجانبها ، عينيها ضعيفة قليلاً ، تنظر إلي بتردد.
شعرها طويل ومستقيم - ليس مدرجاً مثل الصورة التي رأيتها قبل قليل -وهي ترتدي سترة سوداء من الكتان و جينز ممزق إلى أشلاء. أستطيع أن أرى أجزاء من فخذيها.
ريان خاصتي. ضغطت قبضة يدي تحت ذراعي وتوترت عضلاتي.
هي لم تقل أي شيء. هل تعرف من أكون؟
سمعت صديقتها تنظف حلقها، وترمش ، كي أجر عيني نحوها ، وأخيرا اجبتها .
"مرحباً."
فتاة النافورة مالت رأسها نحو وجهي.
"إذن، أنا بحاجة إلى قبلة" ،
قالت وهي تشير إلى بطاقة بين اصابعها.
"هل أنتِ حقاً؟"
قلت ، ولاحظت شعرها الداكن الطويل الذي يدور حول وشاح ترتديه.
"نعم ، إنها المطاردة التي علي القيام بها."
ثم سقطت عينيها أسفل جسدي ، وابتسامة تلعب على شفتيها. أعتقد أن هذا يعني أنها تريد قبلة مني؟
خطت إلى الأمام ، ولكن قبل أن تقترب أكثر من اللازم ، أخذت بطاقتها من يدها وتفحصتها.
والمضحك أن.. "أنا لا أرى ذالك مكتوباً هنا" قلت ثم قمت بإعادتها إليها مرة أخرى.
"أنا أفعل ذلك من أجلها"
شرحتْ فتاة النافورة، وهي تشير إلى صديقتها، ريان بالطبع.
"إنها خجولة."
"بل صعبة الارضاء!"
صححت ريان بحدة ، وسرعان ما عادت عيني عليها مرة أخرى ، ردها الوقح احرقني بطريقة ما.
حركت رأسها بتحد ، وحدقت بي بكامل عينيها بدون أن ترمش.
هل هذا يعني أنني لم أرضي اختيارها؟ حسناً ، حسناً ... أخفيت ابتسامتي.
"ليلى!"
شخص قريب صرخ.
"تعالي إلى هنا!"
التفت صديقة ريان برأسها إلى مجموعة من الأشخاص إلى يسارها وضحكت على ما يفعلونه. لابد أنها ليلى إذن.
عادت تقول لي. "سأعود لاحقاً، فقط من فضلك قبلها." ومن ثم لاحظت أن ريان صعقتها بنظرة متوعدة فعادت ليلى موضحة ،
"لأجل المطاردة التي على بطاقتها، أعني."
ثم غادرت ضاحكة. توقعت من ريان أن تتبعها ، لكنها لم تفعل ذلك.
أصبحنا وحدنا فقط الآن.
برز عرق بارد على مؤخرة عنقي ، وأنا أنظر إلى ريان ، وكلانا عالقان في صمت محرج.
لماذا لا تقول أي شيء؟ عليها أن تعرف من أكون. بالطبع ، هي لا تعرف أني شكلت فرقة مؤخراً ، لأنني أردت أن أدهشها بسيدي تجريبي بعد تخرجي في غضون بضعة أشهر ، ولكن من المستحيل أن يكون المرء غير مرئي في هذه الأيام. أسماءنا وصورنا موجودة على صفحتنا على الفيسبوك وبطاقات الرف عند المدخل. هل تلعب معي؟!
تحركت وقفتها ، و رأيت صدرها يرتفع بنفس كثيف ، كأنها تنتظرني لأقول شيئاً. عندما لم أفعل، نظرت إلى بطاقتها وقالت،
"أنا أيضاً بحاجة إلى صورة لأكل شيئاً ما مع شخص ما بطريقة الفم أمام الفم".
أبقي ذراعي مستقرة وضاقت عيناي عليها. هل سوف تستمر في هذه اللعبة معي؟
"و ..."
أكملت وهي تبدو متضايقة، ربما لأنني لم أجيبها.
"أحتاج إلى صورة داخل صورة داخل صورة. أيا كان معناه."
التزمت الصمت، وشعرت بالغضب قليلاً وهي تتصرف وكأنها لا تملك أي فكرة عمن أكون. سبع سنوات ، وهذه هي الطريقة التي تريدين بنا أن نلتقي بها؟
هزت رأسها بطريقة مدركة أنني شخص فظ معها.
"حسنا ، لا عليك".
"انتظري!"
دعاها شخص ما.
هرول داين خلف ريان ، و اوقفها، ثم أشار إلي هامساً تحت أنفاسه ، "يا رجل ، لماذا تنظر إليها كما لو أنها صفعت جدتك؟ اللعنة."
عاد إلى ريان وابتسم.
"مهلاً. كيف هي احوالك؟"
هل هي حقاً لا تعرف من أنا؟
أعتقد أن هناك الكثير من الأشخاص هنا ممن لم يسمعوا بنا. نحن لسنا صفقة كبيرة ، وربما يكون هذا هو الشيء الوحيد الذي يحدث في دائرة نصف قطرها 50 ميل ، فلماذا لا تكون هنا ، فقط لأنه لا يوجد لديها شيء آخر تفعله؟
ربما ليس لديها أي دليل سخيف أنها تقف أمام ميشا لير الآن. الصبي الذي كانت تكتب رسائل إليه منذ أن كانت في الحادية عشرة.
"ما اسمك؟"
سألها داين.
عادت وعيناها تومض إلي ، مما يدل بوضوح على حارسها الداخلي يشتغل الآن. شكرا لتصرفي الفظ.
"ريان" ، أجابت. "وأنت؟"
"داين". ثم أشار إلي. "وهذا -"
ولكنني قاطعته برمي يدي بخفة على المعدة.
لا ليس هكذا.
رأت ريان تصرفي و رفعت حاجبيها معاً، ربما تتساءل ما هي مشكلتي.
"إذن أنتِ تعيشين في بئر فالكون؟"
لا يزال داين يأخذ و يعطي ويغير الموضوع.
"أجل."
"حسنا ، ..."
داين صفق يديه معاً.
"سمعتك تقولين إنك بحاجة إلى أن تأكلي شيئاً ما على طريقة الفم أمام الفم؟"
لم ينتظر جوابها ، فقد وصل إلى البار وحفر في حاويات الزينة.
وأخرج بيده شرائح ليمون.
"ليمون؟"
سألته،
"أتحداك أن تجرؤي على فعلها"
بحماس أجاب داين.
لكنها هزت رأسها.
"حسنا ، انتظري،"
بحث مجدداً و ظللت أراقبها ، غير قادر على أبعاد عيني عنها لأنني مازلت أحاول معالجة الأمر في رأسي، أن هذه هي ريان أمامي.
أصابعها الرقيقة التي كتبت لي خمس مئة واثنين وثمانون حرفاً. عند ذقنها حيث أعرف أنها تستخدم المكياج لتغطية ندبة صغيرة حصلت عليها من السقوط أثناء التزلج على الجليد عندما كانت في الثامنة من عمرها. أخبرتني أيضاً أنها تربط شعرها كل ليلة قبل أن تنام، لأنها تقول إنه لا يوجد جحيم أسوأ من الاستيقاظ بالشعر الشعث حول فمك.
حظيت بنصف دزينة من العشيقات ، وجميعهن أعرفهن أقل بعشر مرات من معرفتي لهذه الفتاة.
وهي حقا لا تملك أي فكرة ...
عاد داين مع سيخ خشبي ، وضع على طرفه مارشميلو محمص من واحدة من حفر النار.
مشى نحوي ودفعه الي.
"تعاون ، من فضلك."
ثم أدار ريان واخذ هاتفها.
"أذهبي معه. سألتقط الصورة".
ومضت عينا ريان المفعمة بالحيوية ، ثم تحولت إلى الظلام على الفور ، لأن من الواضح أنها لا تريد أن تأكل أي شيء الفم أمام الفم معي.
لكنها لم تتراجع أو تتباهى بالخجل. خطت نحوي و بأصابع قدميها رفعت نفسها أعلى. إنها ليست قصيرة ، لكنها بالتأكيد أقصر مني. تتأرجح مع شفتيها المفتوحتين، وهي تحدق في عيني ، وقلبي الداعر يسير ببطء. استنفذت كل شيء بداخلي كي اتحكم بذراعي وامنعها من لمسها.
لكنها توقفت وقالت، "أنا قادمة إليك بفمي المفتوح" ، أشارت إلى ذلك. "عليك أن تريني أنك تريد ذلك."
لم أستطع إلا أن ارفع ركن فمي في ابتسامة صغيرة.
اللعنة ، إنها مثيرة!
لم أكن أتوقع ذلك.
أمسكت سيخ المارشميلو بيننا وفتحت فمي، فأقتربت أكثر، و ثبتت عينيها علي عندما قضمنا معاً حلوى المارشميلو في نفس الوقت، توقفنا متصنمين للحظة كي يتمكن دايم من التقاط الصورة. يمكنني أن أشعر بأنفاسها على شفتي عندما يرتفع صدرها ويسقط.
جسدي بدأ بالغلايان ، عندها مالت نحوي أكثر لتأخذ قضمة حقيقة هذه المرة، فأحتكت شفتها السفلية بشفتي بطريقة أرسلت القشعريرة إلى جسدي.
ابتعدت اوتوماتيكياً، وابتلاعت هي قطعة المارشميلو ملعون بتلذذ. اللعنة!
لعقت شفتيها وتنحت هامسه.
"شكراً لك"
أومات لها وبدون وعي وجدتني أجرب قضمة ايضاً. وأنا أستطيع أن أشعر بعيني داين مصوبة على، متأكد من أنه يعلم أن هناك خطأ ما. رميت السيخ أسفل جانبياً و نظرت إليه، المعتوه، إنه يرتدي ابتسامة سعيدة.
نعم حسناً. أعجبني المارشميلو ، داين. أود أن آكل اثنتي عشرة منهم معها وبنفس الطريقة. ربما لن أستعجل في العودة للمنزل بعد ، حسنا؟
رن هاتفي في جيبي ، وأخرجته لأرى إسم آني. ضغطت على تجاهل. ربما تتساءل أين أنا مع وجبتها الخفيفة. سأتصل بها خلال دقيقة.
"حسناً..."
قال داين.
"مع كل هذه الصور التي ستنشرينها على الصفحة ... أليس لديك حبيب سيصطدم بنا إذا ما رآها؟"
توترت، ليس لدى ريان حبيب كما أخبرتني.
أجابت مازحة
"لا، أنه يعلم أن لا يمكن تقييدي."
ضحك داين ، بينما وقفت هنا ، أستمع بصمت.
"لا ، ليس لدي حبيب."
أجابت أخيرا بجدية.
"أجد أن من الصعب تصديق ذالك-"
علق داين.
"وأنا لا أبحث عن واحد ، أيضاً.. "
أضافت مقاطعة داين، "كان لدي حبيب في الماضي، أدركت أن الأمر أصعب مما ظننت، كان علي إطعامه و تحميميه واخذه في نزهه... "
كالكلاب؟ تشبيه عظيم!
"ماذا حدث؟"
سأل داين.
"لقد خفضت معايير إختياري لاجله. اخفضتها للغاية على ما يبدو. بعد ذلك ، أصبحت صعبة الإرضاء".
"هل هناك أي رجل يساوي معاييرك؟"
أستمر داين بفضوليته،
" هناك واحد."
أجابت وهي تنظر إلي للحظه ومن ثم عادت إلى داين.
"لكني لم أقابله أبداً."
واحد. رجل واحد فقط. هل تقصدني؟
اهتز هاتفي مرة أخرى، أصلت أصابعي في جيبي لإسكاته.
نظرت حولنا لرؤية الكاميرات التي تومض في جميع أنحاء المكان والناس الذين يأخذون الصور أمام جدار الكتابة و الجدران الأخرى إلى اليمين.
خطوت وأخذت هاتفها بطريقة أدهشتها. وقفت خلفها وقمت بتشغيل الكاميرا، وغيّرتها إلى وضع التصوير الشخصي، و رفعت يدي عالياً لالتقاط وجهينا على الشاشة. لكني قمت بتعديلها لتشمل الرجل الذي يقف خلفنا لالتقاط صورة لفتاتين أمام جدار الجرافيتي.
"صورة ..." -
همست منخفضاً في أذنها ، مشيراً إلى صورتنا الشخصية - "داخل صورة" - أشرت إلى الشخص الذي يقف خلفنا على الشاشة لالتقاط صورة للفتاتين - "داخل صورة" ثم أشرت إلى حائط الجرافيتي الذي يقفون أمامه.
أخيراً ظهرت إبتسامة تبرز على وجهها.
"هذا ذكي. شكراً."
التقطت الصورة ، لحفظ هذه اللحظة إلى الأبد.
قبل أن أنسحب وأقول وداعاً، أستنشقت رائحتها بعمق، وتجمدت للحظة وأنا أبتسم لنفسي.
ستكرهني حقاً ريان، عندما تعلم أنني التقيت بها دون أن تعلم، فعلى مايبدو إنها حقاً لا تدرك من اكون، عندما نقرر أن نلتقي أخيراً و نضع كل هذا معاً،
ستكرهني حقاً.
أخذت راين الهاتف وانطلقت ببطء بعيداً، نظرت الي من فوق كتفها كفرصة أخيرة لي، قبل أن تختفي في الحشد بين الناس.
حفرت في جيبي وأخرجت هاتفي ، وعاودت الإتصال بأختي. كم ستكرهني إذا طلبت منها الذهاب لشراء وجبتها الخفيفة بنفسها؟ لست متأكداً من أنني مستعد للمغادرة بعد ، في الواقع.
لكن عندما أعدت الإتصال، لم توجد إجابة.
┈┄ ┉┅━ ✹ ━┅┉ ┄┈

وااااااو حماااس
ردحذفاول بارت كان ممتع جداً،جداًً استمتع شكراً
ردحذفYAS
ردحذفسسستر ↗️↗️↗️↗️💜
ردحذفيممههه تخيلت ان اخته يمكن تكون في خطر ويندم انه ما رد عليها 😭💔
ردحذف❤️❤️❤️
ردحذف